ليلى البصري تكتب.. أيها العراة… أبشروا…

ليلى البصري

ليلى البصري

وابتدأ موسم التعري…
و علينا أن نعلم أن الطبيعه البشريه والفطرة السليمة فرضت على الناس الكثير من التصرفات… و جعلت لكل فعل بشري دوافع تدفعه دفعا الى هذا الفعل… فعندما يشعر الانسان بالعطش مثلا، يشرب، و يبكى عندما يحزن، و يضحك عندما يفرح… و عندما يتعب ينام… إلى غير ذلك…

 كل ذلك يأتى فى مضمار الفطرة السليمة المبنية على ما جبلنا الله عليه…  فعندما ظهرت عورة آدم وحواء لأول مرة بعدما أكلا من الشجرة، طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة… و فى هذا دليل قاطع على أن التستر هو من أساس الفطرة… اذن الستر هو من أصول الفطرة البشرية سواء عند الرجل أو المرأة.

و لما قال رب العزة في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ… (59)} الأحزاب.

و قال: { وَ قُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَ يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَ لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ(31)} النور.

فإنه سبحانه و تعالى، أمر المرأة المسلمة على وجه الخصوص، بأن تلتزم بفطرة الستر التي جبلها عليها… لكن ما الذى يحدث الآن؟ و لماذا تتعرى المرأة وتنزع لباسها و تعرض سوأتها وتخالف الفطرة السليمة التي فطرها عليها الخالق سبحانه؟ و ما الذى يدفعها لذلك؟… ما الذي يدفعها لفعل هذا الفعل الشنيع الذي يخالف الفطرة و يغضب الله؟ و تخرج فى الشارع شبه عارية؟

في الحقيقة لم أجد أي مبرر مقنع لكي يصبح التنافس في العري و إبداء المفاتن و المساوئ  نهجا و منهاجا لست أرى من ورائه سوى التنافس على الفوز بإعجاب الرجال و اصطيادهم… فالكثيرات  يعتمدن هذا الأسلوب  ليظفرن بمصالحهن من الرجال  و ربما للفوز بعريس… لان الكثير من الرجال، مع الأسف الشديد، يبحثون عن المظاهر والشكليات الكذابة، والجمال الظاهري، بل و يفتخرون  بمصاحبة فتاة تلبس ملابس فاتنة ومثيرة و تلطخ وجهها بالمساحيق والمكياج و تتعطر بأشد العطور إثارة للغرائز… لأن مقاييسهم و ميولاتهم قد تغيرت و صاروا ينجذبون ببلاهة إلى بنطلون ضيق او تنورة قصيرة او صدر بارز… و لا يهمهم إن كانت تلك التي يجرون وراءها ويركضون خلف مؤخرتها بجنون، شريفة أو وضيعة، محصنة أو مدنسة، فالشكل أصبح أهم من الجوهر لدى البعض إلا ما رحم ربي… و الكل صار يبحث عن زوجة مثيرة… و من النادر أن تجد رجلا يبحث عن زوجة صالحة تستحق أن تحمل لقب أم أولاده… و الفضل في ذالك يعود إلى تأثير وسائل الاعلام وخاصة الافلام و المسلسلات التي تصور فتاة الاحلام في ثوب فتاة جامعية مثقفة، متفتحة، واعية و من أسرة ثرية، يسمح لها بصداقات عديدة من الجنسين ولها حرية شبه مطلقة في اتخاذ قراراتها، كما يصور هذا النموذج من الفتيات بشكل مجمل ومنمق على عكس صورة الفتاة المحتشمة، التي يرسم الاعلام صورتها على شكل فتاة متقوقعة على ذاتها، ” نكدية “، تهوى المشاكل و معقدة بالاضافة الى انها تغار من الفتاة المتحررة… و الخطير ان بعض الامهات، إن لم أقل الكثيرات منهن،  يشجعن بناتهن على التعري والتبرج والتزين لاصطياد العرسان ” المغفلين ” بدل حث بناتهن على الحشمة و طاعة الله… و لا يهمهن أن تبدي فلدات أكبادهن، سوآتهن و أن تتعرين  و تخالفن الفطرة التي جُبلن عليها، و تسبحن عكس التيار…

لقد ابتعدنا عن الله، و قل إيماننا و صار الشيطان ولينا بعد أن فتننا، فماتت قلوبنا لدرجة تهاوى معها حياؤنا و أخلاقنا، ثم ملابسنا…فلا الرغبة في اصطياد الذكر، و لا أي مصلحة في الكون، يمكن أن تبرر تخلي المرأة عن سترها، و لست أرى سبباً واحداً يجعل ممن تتعرى، تتعرى!!!!  سوى غضب الله سبحانه و تعالى… و دليل ذلك أن آدم وحواء عندما غضب الله عليهما،  بدت لهما سوآتهما: { وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَ قَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ } الأعراف22. و كلما زادت درجة غضب الله، زاد التعري.

و لا حظ معي هاتين الآيتين الكريمتين من سورة الاعراف: { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)} يذكرون ماذا؟ يذّكرون ما حدث لآدم و حواء حين فتنهم الشيطان، و عصوا الرحمن، فبدت لهما سوآتهما بمجرد أكلهم من الشجرة التي منعهما ربهما أن يقرباها. ثم تأتي البقية في الآية التي تليها: { يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَ قَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ(27)}صدق الله العظيم.

يحزنني كثيراً أن أرى نساء مسلمات قررن رفض ثقافتنا الإسلامية، من أجل القول بأن جسد المرأة العاري يساوي جسد الرجل العاري ولا داع لتغطيته، أسوة بمن يقلن إن الله ثالث ثلاثة،  و يعتبرن الإسلام  تخلفا و بعدا عن الحضارة، و يجهلن أن الثقافة الاسلامية قد جعلت لجسد ابن آدم، ذكرا كان أم أنثى، حرمة وقيمة تميزه عن جسد أي مخلوق آخر… و المرأة التي تستخف بحرمة جسدها و تتعرى، فإنها تفقد أهم صفاتها الآدمية!… لأن الحق سبحانه و تعالى يقول في كتابه، موجها كلامه للآدميين: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ و ريشا و لباس التقوى ذلك خير…} فالعراة يفقدون نصيبهم من مسمى (( بني آدم )) الذي خاطب به رب العزة الآدميين ممن يستخدمون الملابس ليوارون سوآتهم و ليس لمن يستخدمونها ليظهروا عوراتهم…

إذا كان  العري و التباهي في إبراز المفاتن، و تبرج الجاهلية الأولى، و المناكر… هو الحداثة، فمرحى بحياء و ستر و تخلف الإسلام.

و كما قال احدهم: عندما تتخلى الشجرة عن لحائها، فإنه لا يصلح لشيء سوى حطبا لتنور الشواء، كذلك المرأة حينما تتجرد من سترها أمام الملأ، فإن لحمها لا يصلح سوى حطبا رخيصا لتنور الرذيلة.
اللهم استر علينا و على جميع المؤمنين في الدنيا و الآخرة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد