فيما اختار الشرعي أن يكون إسرائيليا أكثر منهم.. الإعلام العبري يؤكد أن حماس لن تسقط وايام صعبة تنتظر الدولة الإسرائيلية

هبة زووم – الرباط
خرج علينا صاحب المقاولة الإعلامية والمقرب من السلطات بالرباط “أحمد الشرعي” بمقال مستفز للمغاربة بموقع “جيروزاليم سترتيجيك تريبيون” الإسرائيلي تحت عنوان “كلنا إسرائيليون”، يعبر من خلاله عن تضامنه الكامل مع إسرائيل بعد تجرعها بمرارة الهزيمة على إثر ملحمة “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس يوم السبت 7 أكتوبر الجاري، وأذلت فيها جنود الكيان الصهيوني.

الشرعي، الذي يقدم نفسه عرابا للتطبيع بين المغرب وإسرائيل، وصف في مقاله حركة حماس بأنها “جماعة إرهابية”، واصفا الإسرائيليين لدى حماس بما فيهم العسكريين بـ”الرهائن”.

وواصل صاحب مقالة “كلنا إسرائيليون” في مهاجمة حركة حماس، واصفا ما حدث يوم السبت كون إرهابيي حماس قاموا بمهاجمة “أمة ديمقراطية” كانت تحتفل بهدوء في يوم مقدس، مؤكدا على أن كل ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي المتعاطفة مع المقاومة الفلسطينية بأنها مجرد أفعال “تلوث” وسائل التواصل الاجتماعي “لتبرير هجمة غير مبررة”، وذهب إلى حد اعتبار أن كل حديث عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره مجرد “ثرثرة” تتجاهل ما يعتبره “وجهة النظر الإنسانية: الزوجات اللاتي شاهدن أزواجهن يموتون خارج منازلهن، والأطفال الذين فقدوا في الهجمات الصاروخية أو قتلوا برصاص رشاشات طائشة، إن معاناة الكثيرين، الذين ليس لهم أي دور في السياسة، هائلة”!

الصحافية الإسرائيلية، التي اهتمت بعملية “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها “كتائب القسام” الجناح المسلح لحركة “حماس” بمشاركة فصائل المقاومة الفلسطينية تحت اسم “طوفان الأقصى”، السبت، كانت موضوعية في تطرقها للحدث، حيث شلومي الدار في مقاله بصحيفة “هآرتس” تحت عنوان: “حماس تمسك إسرائيل من نقطة ضعفها”، أن حركة “حماس” التي تخوض معركة “طوفان الأقصى”، هي الآن “تمسك إسرائيل من بيضها”، وفق تعبيره.

وقال: “في أي يوم لم أستخدم لغة الشارع، لكن ما دفعني لهذا، هو ما سمعته من رؤساء المستوى السياسي والأمني، فهم يعدون أن حماس فتحت باب جهنم على غزة (كما قال قائد الإدارة المدنية غسان عليان)، أو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو (العدو سيدفع ثمنا لم يعرف مثله)، فلا توجد أمامي أي طريقة أخرى لطيفة وواضحة لوصف الوضع الحالي الذي فرضته حماس على إسرائيل في يوم السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023”.

ولفت إلى أن “قادة حماس؛ إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد ضيف وغيرهم، ليسوا من الأشخاص المنمقين الذين ينشغلون بـ”تك توك”، وبالتصريحات المليئة بجنون العظمة أو بالرحلات عديمة المسؤولية في أرجاء العالم على حساب المواطنين الخاضعين لحكمهم”.

وأكد أن “هجوم حماس المفاجئ تم التخطيط له جيدا خلال أشهر، إذا لم يكن خلال سنين، حماس أصبحت منظمة لها جيش يتكون من آلاف الجنود المدربين المملوئين بالدافعية، لديهم انضباط حديدي والاستعداد للموت “من أجل غزة”، ملمحا إلى أهمية تمكن حماس من أسر العديد من الجنود والضباط الإسرائيليين، لأن هذا بالنسبة لهم هو “سلاح يوم الدين الذي سيدافع عن غزة، عندما تهدد إسرائيل باحتلال القطاع”.

ورأى الكاتب أن “الأسرى الإسرائيليين الأسرى، هم بوليصة التأمين لحماس، وفي حال تجرأت إسرائيل على البدء في عملية عسكرية واسعة، سيردون بالصور وأفلام الفيديو، مشكوك فيه أن يستوعب الجمهور في إسرائيل هذا”، منوها إلى أنه لا فائدة الآن من تصفية قادة حماس، طالما “تقوم حماس باحتجاز الكثير من الإسرائيليين، وعليه لا يوجد أمام إسرائيل أي خيار، سوى الفهم بأنها لم تعد القوة الأكبر في المعادلة”.

وأكد أن “حماس لن تُهزم ولن يتم إسقاطها، لا في الغد ولا في الأشهر القريبة القادمة، هي التي ستملي المعركة والمفاوضات أيضا، هي ستدير نتنياهو و”الكابينت” وحكومة اليمين المطلقة، التي أوهمتنا بأنه توجد لديها حلول سحرية بالقوة للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين”.

وقدر أن أي مقطع فيديو للأسرى الإسرائيليين في غزة “سيكون له تأثير كبير، ستكون لحظات صعبة وقاسية وسيتم نقشها في الوعي الإسرائيلي بكونها لحظة من لحظات الإهانة والعجز الكبيرة التي عرفناها في حياتنا، وستضطر إسرائيل أن تستيقظ، قصف محطة توليد الكهرباء أو تدمير البنى التحتية المدنية غير ممكن، أي عملية قصف أو أي عملية يقوم بها صاحب بيت مجنون ستعرض أسيرا آخر للخطر”.

وشدد شلومي، على أهمية أن “تغير إسرائيل من طريقة تفكيرها، لأننا نتعامل مع عدو؛ قادته أذكياء ومخادعون، وهم أكثر حكمة وذكاء وتصميما من القيادة في إسرائيل”، مضيفا: “عملية كبيرة سيتم وقفها، غزة لن تجوع وحماس لن تسقط، نحن في حالة صدمة وطنية جديدة، لا تشبه أي شيء مما عرفناه في السابق. يحيى السنوار سيظهر مبتسما هو ومن معه، وسنضطر لرؤية ذلك كثيرا في الأشهر القريبة القادمة، ولن نستطيع فعل أي شيء أكثر من القول “خسارة أننا لم نقم بتصفيتهم من قبل””.

من جانبه، قال الكاتب أرئيل كهانا في مقاله بصحيفة “إسرائيل اليوم”: “بعد 50 سنة بالضبط من حرب 1973، وجدت إسرائيل نفسها مرة أخرى تحت هجوم مفاجئ؛ نتائجه مخيفة، ولا حاجة لأن يكون المرء خبيرا كي يفهم أن هناك عمى استخباراتيا إسرائيليا، وأن الجيش الإسرائيلي أمسك به من هو غير مستعد بشكل مناسب”.

ونبه إلى ضرورة أن تعمل “إسرائيل” عبر أذرعها المختلفة من أجل أن “تحول الهزيمة إلى نصر، والسبيل إلى عمل ذلك هو استعادة المبادرة وقبل كل شيء إيقاع الهزيمة بالعدو”، وفق رأيه.

وأوضح كهانا: “تنتظر إسرائيل وبلا شك مزيدا من الأيام القاسية والمشاهد الفظيعة، علينا أن نعض الشفتين ونتغلب على الصدمة وعلى الألم ونصل إلى النصر”.

الخبير العسكري عاموس هرئيل في مقال له في “هآرتس”، بعنوان “حماس خططت للهجوم منذ أشهر وحققت نجاحا كاملا”، اعتبر أن “هجوم حماس فاجأ تماما أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وقضى تماما على نظرية الدفاع العملية على حدود القطاع، في جانبنا يوجد عدد كبير من القتلى والمصابين وأسرى لنا في غزة”.

وأشار إلى “عملية التمويه” التي نفذتها المقاومة بالصواريخ للتغطية على الاقتحام البري لمستوطنات الغلاف، مؤكدا أن “حماس حققت نجاحا كاملا، والمفهوم الإسرائيلي في غزة انهار؛ في السياسات ونشر القوات وحتى في الاستعداد للمفاجأة”.

وأضاف الخبير العسكري الإسرائيلي: “حماس استعدت لهذه المعركة، وفي إسرائيل واصلوا التخبط طوال الوقت؛ هل نزيد عدد العمال من غزة المسموح لهم بالعمل عندنا”، وقال إن “النتيجة كارثية، هذا فشل ذريع، تشارك فيه كل القيادات السياسية والأمنية، والأيام القادمة ستكون صعبة على إسرائيل”.

ولفت إلى أن “حماس استخلصت الدروس من حرب 2014، واستعدت وفقا لذلك لهذه المعركة، وتمكنت من مهاجمتنا وحصار المستوطنات، والكثير من المسلحين ما زالوا يتحصنون في البيوت، للأسف الشديد، هذه الخطة تناسب تماما ما تدربت عليه حماس طوال سنين بدون إنذار مسبق ومن خلال استعداد دفاعي ضعيف. لقد اخترقت الأسوار، والعوائق فوق الأرض وتحتها لم تساعد، ببساطة تم تجاوزها”.

ونوه هرئيل إلى أن “تداعيات الهجوم ستكون طويلة المدى على الاستيطان الإسرائيلي في غلاف غزة، وعلى العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، وربما على الوضع الإقليمي ستكون كبيرة”، مؤكدا أن “حماس ومنذ بدء المعركة حققت صورة انتصارها، وستحتفل بها”.

وقدر أن “سيناريو الرعب الذي تحقق لن ينتهي بالضرورة في القطاع، ومن المرجح أن الأمور ستنزلق لساحات أخرى، وكل ذلك في توقيت سيء لإسرائيل”، موضحا أن “جهاز “الشاباك” مذنب، الاستخبارات العسكرية مذنبة، رئيس الأركان مذنب”.

وختم بقوله: “معلومات استخبارية لم تكن موجودة، دلائل وإشارات مسبقة كان منها الكثير، من غزة وحتى الضفة الغربية، لقد حظيت هذه الإشارات بالتجاهل من القيادة، ويمكن توقع صدى سياسي كبير حتى في هذه الحالة، بالضبط مثلما في 1973”.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد