هبة زووم – الحسن العلوي
انتشرت في الآونة الأخيرة محميات طبيعية على مساحة ضيقة مخصصة لنوع من الحيوانات يزورها حماة البيئة من كل حدب و صوب للتعرف ورصد خصوصيات وسلوكيات بعض الأنواع من الحيوانات.
ويبدو أن نجاح الفكرة لم يقتصر على المساحات الضيقة من المحميات فقط، وإنما امتد ليشمل مدنا بأكملها، حيث تحولت القنيطرة بالمغرب إلى مملكة للحيوانات متخصصة في “الحمير والبغال والكلاب والخرفان والبقر والماعز”، ويتيح هذا التنوع الحيواني للمواطن تناول مشروبه المفضل في أحد مقاهي قلب المدينة والحمار يتجول أمامه يتغزل في أعشاب حدائق بعض الإدارات العمومية وينثر فيها شعرا مستمتعا بما لذ وطاب من الأعشاب.
وهو ما يرجح أن نهيقه ليس إلا زغرودة شكر وامتنان لمسؤولي القنيطرة الذين يقدرون التنوع الحيوي ويحترمون البيئة، مما جعلهم يستسلمون ويكفون عن لملمة هذه الدواب وجرها إلى المستودع البلدي إسوة ببعض الحواضر.
ويخالجني شعور أن القائمين على تدبير مدينة القنيطرة سيبنون اليوم قبل غد أكشاكا في كل مداخل ما يسمى المدينة يبيعون فيها تذاكر لزوار القنيطرة مقابل الاستمتاع بمنظر الدواب تتمشى خيلاء في أحياء وشوارع وأزقة القنيطرة، كما ستوفر التذكرة لصاحبها ساعتين من الزيارة فقط مما سينعش مداخيل جماعة القنيطرة.
وهكذا دواليك.. يمكنك تمضية سويعات في استكشاف سلوكيات الدواب بالقنيطرة، حيث أن بعض الدواب موضوعة تحت تدابير الحراسة النظرية في عربات نظرا لاقترافها أحد الجنح، في حين يستمتع زملائهم بالسراح المؤقت منتشين بعشب حدائق المدينة.
هذه الرزمة من المناظر والمشاهد هي خلاصة استراتيجية للسياحة البيئية في محمية القنيطرة، التي وضع حجرها الأساس المدبرون السابقون وسار على دربهم اللاحقون، مما سيجعل القنيطرة لا محالة قبلة لحماة البيئة من كل بقاع العالم.

تعليقات الزوار