هبة زووم – الحسن العلوي
من كل تلك الخيبات التي رافقتنا منذ الصغر، منذ مسحوا ذاكرة مدينة شيشاوة ومحوا مجدها وحولوها لمدينة تصدر الأموال لبناء مدن أخرى وتمويل مشاريع كبرى أو إغناء مسؤولين على وشك التقاعد في نهاية مسارهم الوظيفي يتم إرسالهم لشيشاوة لإعداد تقاعد مريح.
صفقات وطلبات عروض تدفعنا للتساؤل، أين ذلك المشروع الكبير الذي رأينا تصميمه واطلعنا على تفاصيله، أين تلك الاستراتيجية وذاك المخطط الذي بشرونا بجدواه وقدرته على تحقيق نهضة اقتصادية تجعل مدينة شيشاوة تقفز آلاف الخطوات بعد سبات وانتظار.
كل تلك التصاميم وتلك الدراسات وتلك الشروحات والمعلومات والأرقام، تحولت إلى مشروع بناء رصيف وحيد، وكفى الله المؤمنين القتال، مشاريع عملاقة، تتحول إلى رصيف أو نافورة تشبه إلى حد كبير ما تجود به مؤخرة بعض المسؤولين، وما دون ذلك فمؤجل إلى أجل آخر وربما سيتأجل بدون رجعة، والنتيجة انتظار جديد.
إنها المرارة التي أحس بها على غرار ساكنة المدينة وخاصة من اطلع على طلبات العروض والصفقات المعلن عنها، مرارة وغبن ذكرتنا بعدد المرات التي أصبنا فيها بخيبة الأمل في مشاريع تنموية عملاقة بشرنا بها المهاجري وعرابه العامل الكراب.
أربعة نوام برلمانيين مواليد حاجة في نفس يعقوب سهل العامل الكراب وصولهم إلى مقاعدهم الوثيرة، نائمون في وقت ماضي وحاضر ومستقبل مدينة يضيع، وأول من سيُحاسب على ضياعها ممثلوها ونوامها وساكنتها الصامتون، لم يتحرك أحد من أجل استباق ما يخططه العارفون لمدينة تعيش تراجعا خطيرا على كل المستويات وتفريط في المكتسبات، احتياط مدينة شيشاوة العقاري يقسم في سوق “الوزيعة”…
وحدها أحلام أخرى يتم الترويج لها وكأنهم بها يصرفوننا عن هكذا ضربات تحت الحزام، لم تتحرك الأحزاب اليسارية واليمينية والوسطى، لم نسمع تنديدا من مركزيات نقابية وجمعيات مدنية ولا هيئات حقوقية، لم نقرأ بلاغات تطالب بالافتحاص وربط المسؤولية بالمحاسبة.

تعليقات الزوار