هبة زووم – محمد خطاري
سحب المسؤولية من المسؤول الأول عن قلعة السراغنة هو القرار المناسب، فور ظهور فشله الواضح للعيان وعدم تمكنه من وضع خطة واضحة المعالم تخرج الإقليم من نفقه المسدود أو مصيره المحتوم..
ولقد أدى هذا الوضع المتأزم الذي يعيشه المشهد بعاصمة قلعة السراغنة بشكل فظيع إلى القضاء على ما تبقى من القيم و المبادئ، لاسيما وأننا نلمس المبدأ الانتهازي في زمننا هذا أكثر من أي زمن مضى.
و لا نعني بكلامنا هذا أن المغرب لم يعرف هذه الفئة من الناس إلا في زمننا هذا، فالانتهازية ليست مفهوما جديدا يستخدمه المسؤولون في مصطلحات القاموس الحديث، بل كان أسلوبا متبعا منذ القدم.
غريب بما تحمله الكلمة من معنى، أن تعيش مدينة قلعة السراغنة هذا اللون من الفساد، المستفيد من المشاركين والمتسترين على فساده..
من العبث أن ننتظر تغييراً حقيقيا من مسؤولين عمروا لعقود بالمدينة دون أن تطالهم تيمة ربط المسؤولية بالمحاسبة، ومن البلادة أن ننتظر تغييرا من سياسيين حفظوا مقاعهدهم في هرم التدبير المحلي مع تغييرات طفيفة بتبادل المناصب كل خمس سنوات.
ومن الصعب أن نفرح بمستقبل نظيف من الفساد ولوبيات الفساد محمية ولها نفوذ تزكيه طبيعة التآخي والود المصلحي الذي تكون بين مجهر المراقبة والمسؤولين…
ومن العبث أن نأمن على أنفسنا وأكثرنا لا يناضل إلا من وراء حاسوبه فقط على الشبكة العنكبوتية، ومن الكذب أن ندعي الديمقراطية ونحن نعلم يقيناً أننا لسنا سواسية أمام القانون، وأن الكثير منا فوق القانون، وأن مطالب الإصلاح الحقيقي في نظرهم عدوّ وجب قمعه ومحاصرته ولو بالكذب والبهتان.
ما يحدث أصبح يستدعي تحرك المسؤول الأول عن إقليم قلعة السراغنة للقيام بعمله دون مواربة او اختباء بمكتبه المكيف، غير ذلك يمكن أن نقول بأن ضمير هذا المسؤول ميت، لازم التمثيل به في وجوب دولة الحق والقانون، بعدم الإفلات من العقاب المهني..
وفي الأخير، نقول للجميع اتقوا الله في الوطن، إنكم بتهوركم تشكلون خطرا عليه، سواء المسؤول المعلوم او أتباعه الذين يسهرون على التستر والتساهل..
تعليقات الزوار