بعد أن عقد الرسول صلي الله عليه و سلم صلح الحديبية مع المشركين فى العام السادس للهجرة، و الذي كان من شروطة أنه إذا أسلم أحد من المشركين و ذهب إلى رسول الله صلي الله علية و سلم رده إلى قومة، و بعد إتمام الصلح مباشرة جاء رجل يدعي أبو جدل بن سهيل بن عمرو رضي الله عنه، إلى رسول الله صلي الله عليه و سلم معلناً عن إسلامة، فلما علم أبوه بذلك طلب من الرسول صلي الله عليه و سلم أن يرده إلى قومه وفاءاً بشروط صلح الحديبية، فوافق الرسول صلي الله عليه و سلم علي الفور ورده إلى قومه فقال أبو جندل: يا معشر المسلمين، كيف أرد إلى المشركين يفتنوني عن ديني؟ فأخبره الرسول صلي الله عليه و سلم بشروط العهد الذى أخذه علي نفسه ولاعلي وجوب وفائه به مهما كان الأمر، و قال له: ” إصبر و إحتسب فإن الله جاعل لك و لمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً، و إننا قد عقدنا بيننا و بين القوم صلحاً ”.
كان هذا مثالاً بيناً علي وفاء رسول الله علي عهده و كلمته مهما بلغ الأمر و مع جميع الخلق حتى لو كان مع المشركين.