يحكي أنه كان هناك ملك ظالم .
.
.
لا بخاف الله في رعيته، حكم ذات يوم علي نجار فقير بالموت، فبعث له من يخبره بأن يستعد للموت و أن عليه ان يكون جاهزا عند الفجر لان الجند سوف يحضرون لأخذه.
.
.
ليلتها لم يستطع النجار المسكين النوم من شدة الخوف و القلق، فقالت له زوجته و كانت سيدة شديدة الايمان بالله:
‘نم ايها الرجل و لا تحمل هم غد، فلن يحدث الا ما أراد له رب العباد أن يحدث.
.
.
‘.
نزلت هذه الكلمات علي قلب النجار كالثلج فنزلت عليه السكينة و الطمأنينة و زادته ثقة و إيماناً بالله عز و جل فغفت عيناه و نام حتى الصباح، و لم يفق من نومه إلا علي صوت قرع الجنود علي الباب.
استيقظ من نومه مفزوعاً و قد شحب وجهه من الخوف، و نظر إلي زوجته في يأس و حسرة كأنه يلومها على منحه ثقة و طمأنينة زائفة، فتح الباب بيدين ترتجفان و مدهما في استسلام للحارسين حتي يقيدانه، فقال أحد الحراس في صوت خافت و كأنه يحدث نفسه:
‘ لقد مات الملك و قد جئناك لتصنع له تابوتاً!’
أشرق وجه النجار و نظر إلي زوجته نظرة امتنان و اعتذار و شكر و قد أدرك معنى كلامها، فابتسمت الزوجة في بساطة و قالت تذكره بكلماتها ” لا تحمل هم غد، فلن يحدث الا ما أراد له رب العباد أن يحدث.
.
.
”.
العبرة من القصة: لا تحمل الهم.
.
.
و دع عنك القلق و المخاوف فالله تبارك و تعالي هو المدبر، و له في خلقه شؤون.
.
.
و هو سبحانه القادر على تفريج الهموم.
فضع ثقتك بالله ثم توكل عليه يكفيك همك و قلقك.