نقلت صحيفة «المساء»، عن مصدر إفريقي مطلع أن الملك محمد السادس قد بعث وفدا من مستوى عالٍ إلى العاصمة الغامبية بانغول، في محاولة لإقناع الرئيس يحيى جامع بالرحيل عن بلاده.
وحسب ما نشره موقع «أفريك كونفدانسيال»، فإنه في حال وافق جامع، فإن لدى الوفد تعليمات بأخذه معه إلى المغرب، بعد تقديم كل الضمانات له.
ومعلوم أن زوجة جامع (زينب سوما جامع) مغربية الأصل، وبالتالي فإن الرئيس الغامبي، الذي يمتلك عدة عقارات في بلادنا، سوف يلقى بطبيعة الحال استقبالا حسنا.
كما يضيف المصدر نفسه أنه في حال نجحت المحاولة المغربية، فإنها سوف تكون بمثابة انقلاب دبلوماسي كبير.
من ناحية أخرى.
.
كان موقف الاتحاد الإفريقي الصارم تجاه جامع تردد صداه قويا لدى المشاركين في القمة الفرنسية الإفريقية التي اختتمت أمس الأول الأحد في العاصمة المالية بماكو، حيث أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في افتتاحها أن اختيار الناخبين الغامبيين يجب أن يحترم.
وأعلن مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي قبل يومين في وجه تعنت الرئيس الغامبي المنتهية ولايته يحيى جامع وتمسكه بالسلطة بعد تراجعه عن الاعتراف بنتائج انتخابات مطلع ديسمبر الماضي التي فاز فيها مرشح المعارضة آداما بارو، مؤكداً أنه «لا شرعية لجامي اعتبارا من الـ19 من الشهر الجاري».
ورغم أن الأزمة الغامبية غابت عن البيان الختامي للقمة لكنها حضرت بقوة في الكواليس والتصريحات، وكانت لقاءات الرئيس المنتخب بارو بالرئيس الفرنسي وعدد كبير من القادة الأفارقة تعبيرا واضحا عن موقف داعم لبارو، ودعوة صريحة لجامع لتسليم السلطة.
وكما تردد صدى موقف الاتحاد الإفريقي تصريحات واستقبالات لبارو في قمة بماكو فقد تردد ترقب وقلق وإجراءات أمنية في بانجول ونزوح منها.
وتحدثت مصادر محلية في بانجول عن تزايد الحواجز العسكرية في المدينة خلال اليومين الأخيرين وارتفاع أعداد المغادرين منها، وبدأ التجار في السوق المركزية يشعرون بالقلق من احتمال اندلاع مواجهات أو تدخل عسكري لإزاحة جامع.
يذكر أن يحيى جامع خسر الانتخابات في الأول من ديسمبر الماضي، في مواجهة زعيم المعارضة، لكنه ظل يرفض التخلي عن حكم غامبيا، ما أدخل البلاد في أزمة سياسية عميقة، وهو ما باتت تلوح معه مجموعة بلدان غرب إفريقيا بقيادة السنغال، بالتدخل عسكريا في غامبيا لإبعاد جامع عن الحكم بالقوة، وبالتالي فإن العرض المغربي يقدم حلا سلميا للأزمة الحادة في غامبيا.
;