ليلى البصري
صحيح أنكم لم تروني ولن ترونني، ولكنني اظن أنكم تعرفونني جميعا وسمعتم عني، لكن ما سوف أحدثكم به عن نفسي فهو غاية في الاهمية لأنه يخرج من لساني وربما فيه الكثير مما لم تعرفوه عني.
أنا لا أعرف الحدود ولا أفرق بين الناس ولا أبالي بالكبير ولا الصغير ، ولا المريض ولا السليم ، لاتذهبوا بعيدا وتظنوا أنني قاسي القلب ومتحجر المشاعر فأنا مجرد (عبد، أنا مأمور) أرسلني الله لأكون جنديا من جنوده أئتمر بأمره جل وعلا .
أنا من أوقفت تعذيب المسلمين في الصين والهند وكشمير وبورما واليمن وليبيا وسوريا وكم أسعدني ذلك.
أنا من اوقفت هجمات إسرائيل على غزة وسفك دماء ابنائها واطفالها المحاصرين فتوقف حمام الدم الطاهر.
أنا من جعلت الناس دولا وشعوبا وافردا يعترفون أنهم ضعفاء أمام قدرة الله.
أنا من أغلقت المسارح والملاهي ودور الفساد وكم أسعدني ذلك.
أنا من جعلت الملحد يوقن بوجود الله، والعاصي يتوب ويندم وكم شرفني ذلك.
ولكن أشد ما أحزنني أني أغلقت المساجد، لا تلوموني قلت لكم إني مأمور، فأهل المسجد عجبا لهم كل أمرهم لهم خير في ضرائهم يصبروا فهو خير لهم، وفي سرائهم يشكروا فهو خير لهم.
أهل المساجد من مات منهم بسببي فهو شهيد، ومن بقي منهم صابرا محتسبا راضيا عند وبائي فله أجر شهيد.
أهل المساجد لهم فيّ عبرة وعظة، ربما حاسبوا أنفسهم فرجعوا عن ذنوبهم وتقصيرهم.
أهل المساجد بلائهم إما رفعة لهم في الآخرة، أو تكفيرا لذنوبهم فالله يبتليهم بالمصائب ليطهرهم من المعائب.
أيها الناس: لا تتعجبوا من وقفتي فيكم خطيبا فتوبوا وارجعوا، قبل أن يقف إبليس يوم القيامة فيكم خطيبا علي منبر من نار مخاطبا أهل النار كما جاء في القرآن الكريم في سورة إبراهيم “وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)
أيها الناس لايغرنكم ما أصابكم مني ولاتظنوا أني قوي فأنا مخلوق ضعيف كل ماحدث سببه ضعف الإنسان وليست قوتي!!!!!!!
العالم متعطل بسببي أنا الكائن الضعيف.
فكيف بكم لو أن الله أمر الأرض أن تبتلعكم، أو أمر السماء أن تسقط عليكم كسفا ، أوتمطر عليكم حجارة أو نارا
كيف بكم لو أمر البحار أن تغرقكم، كيف بكم لو سلط عليكم مليارات الفيروسات التي هي أشد مني فتكا.
كيف بكم لو زلزلت الأرض زلزالها، وخرجت منها براكيناها
أيها الناس هل من تائب، هل من نادم، هل من مستغفر
أيها الناس أنا هنا بسبب ذنوبكم “تأكلون الربا، وتظلمون بعضكم ، تقطعون ارحامكم، تعقّون أباؤكم، تشهدون الزور.. تشتمون الذات الالهية ولا تنهوا عن الفواحش، انتشر الزنا، وضيعتم أمور دينكم فلا تلوموني ولوموا أنفسكم… قد اصبح شهر الصوم والرحمة شهر لأمسيات الطرب الرمضانية تبدأ قبل موعد الافطار وتنتهي بعد السحور مع برامج ترفيهية تُلهي عن ذكرالله وعن صيامه وقيامه.. تعتكفون امام التلفاز وتشاهدون مع ابناؤكم برامج التفاهة والابتذال وقصص الخيانة الزوجية والقمار والزنا وتعاطي المخدرات وكأنها ضرب من التميز في المجتمع”.
فكثر الطلاق وعزف الشباب عن الزواج وضاع الابناء في طريق الظلال وعالم الفتنة.
مساجدكم مهجورة ومصاحفكم يملأها الغبار.. لا تعرفون ماذا يفعل ابناؤكم وقد أقفلوا عليهم الأبواب لاهين غارقين في عالم الفتنة وانتم وراء المال تلهثون.
ليتني لا أصيب إلا طواغيت الأرض وكل جبار عنيد، لكن لحكمة بالغة قضاها يستوجب الحمد علي اقتضاها جعلني الله وباءاً عاماً أعجز وأحطم جبروت طواغيت السلاح والجيوش والصناعة والابراج والسياحة والمال والاقتصاد.
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)}
عودوا الى الله وسيعود لكم كل شيء جميل
العبد الضعيف الفاني الزائل كورونا