بأي منطق يشتغل الزيات في تسيير الرجاء

حسون عبدالعالي

حسون عبدالعالي
موجة غضب كبيرة من جماهير الرجاء الرياضي على المدرب لسعد الشابي بعد الصورة التي ظهر عليها الفريق انتقادات كثيرة .على الشابي أكيد ستضع المكتب المديري للرجاء في موقف لا يحسد عليه خاصة وان الرجاء عازم هذا الموسم على المنافسة على اللقب بعد التعبئة الكبيرة التي شهدها إداريا بانتخاب جواد الزيات رئيسا جديدا وأيضا تعزيز صفوفه بلاعبين جدد وتجديد عقد اللاعبين الثوابت كل هذا سيرمي الضغط على المكتب المسير في حال استمر الوضع عليه وأيضا في حال مطالبة الجماهير بتغيير المدرب قبل فوات الأوان .
ومن حقنا أن نتساءل هل سبق للجنة التقنية للرجاء الرياضي أن اجتمعت مع المدرب الأول للفريق هل سبق لها وان قيمت بمعيته أداء اللاعبين الوافدين أو المغادرين هي أسئلة عديدة يطرحا محبو الرجاء ومن حقنا بل ومن واجبنا الإعلامي أن نطرحها للرأي العام بعيدا عن المزايدات أو المغالطات .
في بلادنا، كرة القدم ليست مجرد رياضة، بل مختبر صغير للسياسة والمال والولاءات. المدرجات هي البرلمان الحقيقي للجمهور، والملعب هو جلسة علنية للفساد.
لا يغرّك شكل الكرة المستديرة، هي في الحقيقة عملة نقدية تتدحرج بين جيوب اللوبيات. هؤلاء ليسوا هواة الرياضة، بل خبراء في ” تدوير” المال العام عبر البساط الأخضر. عندهم الانتقالات مثل الانتخابات حملة، وعود، شراء ولاءات، ثم مفاجأة النتائج في النهاية… لصالحهم دائمًا، ضد الجمهور دائمًا.
المنخرطون قالوا كلمتهم أخيرا، كفى من سياسة “مول الحانوت”، نريد ناديًا يُدار بعقل، لا بعقلية “دبر راسك”، طالبوا بإعادة هيكلة الإدارة، وتشكيل لجان للحكامة والمراقبة، وكأننا أمام شركة متعددة الجنسيات لا نادٍ يُفترض أن يعيش على نبض الجماهير.
كل هذا يجعل المرء يتساءل، بأي منطق يشتغل الزيات ؟ كيف يواصل تسيير نادٍ بحجم الرجاء وكأن الأمور تسير على أحسن ما يُرام؟ وهل يعتبر نفسه فعلاً رئيسًا أم أنه فقط مستمتعٌ بدور الواجهة والصور والمجسمات؟
باختصار، جواد الزيات يشبه عريس الغفلة الذي ظهر فجأة في القاعة، رقص قليلاً، وارتكب سلسلة من الحماقات، ثم انسحب وترك خلفه فوضى وندمًا وأعراسًا لا تكتمل. والرجاء، للأسف، لا يحتمل مزيدًا من حفلات الفشل.
ولأن المسرحية لا تكتمل دون مهرّجين، أُطلقت كتائب إلكترونية ومرتزقة مأجورين، يُهلّلون لعودة ” المنقذ المنتظر” ويهاجمون كل من تسوّل له نفسه المطالبة بالمحاسبة. بعض هؤلاء كتبوا تدوينات عن ” مشروع إعادة بناء الفريق” ، وكأن الرجاء ليس فريقاً لكرة القدم، بل بناية منهارة في أحد الأحياء العشوائية تنتظر تدخل الوكالة الحضرية.
باختصار، الرجاء اليوم لا يحتاج إلى ” بروفايلات ” جديدة تنزل من الداخل أو الخارج بالمظلة، ولا إلى مشاريع وهمية تُكتب بالحبر الانتخابي، بل يحتاج إلى غربلة شاملة، إلى وجوه لا تطمح إلى النيابة، بل تطمح إلى صناعة فريق محترم. يحتاج إلى إدارة تعرف الفرق بين الكرة والصوت الانتخابي، بين الشغف والحسابات الضيقة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد