إذا عرف السبب بطل العجب.. حقيقة الهجمة المدروسة على قنصلة مورسيا بإسبانيا؟

هبة زووم – الحسن العلوي
صاحبة الجلالة أو السلطة الرابعة كما اعتادت الأدبيات على تسميتها، تمارس دورا رقابيا مهما وتمثل عين المجتمع على مؤسسات الدولة ونبراس المسؤولين في تدبير مؤسساتهم، ولكن ماذا يبقى للصحافة حين تحيد عن أدوارها؟ بل ماذا يتبقى من الصحفي أو المراسل الصحفي أو المنتسب للصحافة من شرف الكلمة حين يزيغ عن أخلاقها في انحدار نحو درك التفاهة.
الدينامية التي تواصل بها المسؤولة عملها لتدبير قنصلية المغرب بمورسيا بإسبانيا، عبر نهج سياسة تواصلية مع الجالية مبنية على الصدق والوضوح، والانفتاح على مختلف المتدخلين والشركاء في إطار مقاربة تشاركية، ترمي إلى إقلاعة تنموية تنطلق من استئصال منابع الفساد وبثر مختلف المظاهر الشاذة، ما شكل تهديدا حقيقيا لعدد من الفعاليات من لوبي مقاومة التغيير التي اعتادت الصيد في الماء العكر، وتعيش من رفات سياسة الإشاعة.
وفي سياق متصل، كانت قنصلة مورسيا توقن أن أعمالها الناجحة لابد من أن تدفع عليها مَكْسَا، فلكل ناجح ضريبة، وضريبة القنصلة اقتضت أن تؤدي عملها الوظيفي في ظل خرجات تحاول الضرب تحت الحزام لحاجة في نفس يعقوب وليس للإصلاح.
تأدية واجبها كمسؤولة أراد أن يستغله الباحثون عن الفتات بهدف زعزعة العمل الجاد الذي تقوم به، عبر تمويه أحد المنابر الصحفية بمعلومات مغلوطة ومجانبة لصواب لم يتسنى لمحرري تغريداتها تحري الصدق والحقيقة من خلال البحث في منابعها ومصادرها الموثوقة، ما كان سيفند لا محالة مختلف المعلومات يفند ويكذب مختلف المزاعم التي تم الترويج لها بهتانا من طرف لوبي الفساد ومقاومة التغيير من جهة، ويكشف أنها لا تعدو أن تكون محاولات فاشلة للضغط على القنصلة لكبح مبادراتها الإصلاحية من جهة ثانية.
بكل صدق، الصحافة ترقد على سرير الإنعاش في الآونة الأخيرة، ومن الطبيعي أن تفقد مصداقيتها نحو ثقافة التفاهة والجهل، بعد دخول جيلٌ جديد من المؤثّرين، ينشرون الضّحالة والتفاهة، ويروّجون للسّطحي، ويهلّلون للفارغ الأجوف، هؤلاء هم “الكهربائيون”، كما يصطلح عليهم الإعلامي عادل زبيري، حيث همهم الوحيد البحث على رفع عدد “اللايكات” و “البارطاج” ولو بنشر عوراتهم مكشوفة لإثارة الجدل او لتحريك غرائز بعضهم، التي قد تكون بدورها منفذ رزق للبعض أو إشباعا لغرور البعض الآخر أو كلاهما معا.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد