هبة زووم – الحسن العلوي
اليوم، وبعد انقضاء أكثر من 100 يوم على تعيين الوالي شوراق على كرسي تدبير تراب ولاية مراكش، وبمنطق المتتبع الصحفي لما يجري ويدور على صعيد مدينة مراكش لا شك وأن تمة قناعة ترسخت لذى مواطنيها بأن هناك حفاظا على المكتسبات واستمرارية في الإدارة مع تغييرات إيجابية في العديد من المجالات وأهمها طريقة التعاطي مع منتخبي مراكش ، الذي انسلخت من ربط الودال الأحادي أو الحجر على الوالي من طرف هذا وذاك.
لهجة الوالي شوراق في أكثر من محطة تواصلية كانت صارمة وحاسمة في وجه منتخبي المدينة دون تزلف، مشددا على أن الإدارة الترابية لا يمكنها الاشتغال لوحدها والقيام بأدوار المنتخب، يجب الانسلاخ من الألوان السياسية والاشتغال بشكل تشاركي لا فرق بين الأغلبية أو المعارضة إلا بالعمل الجاد وخدمة قاطرة التنمية بالمدينة، أما من يفكر في السياسة والانتخابات واستمالة المواطنين فهناك استحقاقات انتخابية يجب انتظارها…
كانت تلك بضعة عبارات ورسائل واضحة المعالم من والي مراكش إلى منتخبي نفس الحيز الترابي، الذي اعتبرها استراتيجيته لتنزيل الرؤى الملكية السديدة واستشراف أن مستقبل تنمية مراكش لا يمكن أن يتحقق في ظل صراعات سياسية ضيقة.
ما حدث يكشف بإمعان أن الوالي شوراق استطاع قبيل حلوله بمدينة سبع رجال تكوين فكرة جلية عن خصوصيات المنطقة وإعداد تشخيص دقيق على طريقة تدبير جماعاتها الترابية، بعدما تم تمكينه من المفاتيح الأساسية لأهم القضايا المطروحة على طاولة النقاش والكوادر التي تديرها من وراء الستار.
ما ميز 100 اليوم، هو الأداء الإيجابي من خلال فتح بابه أمام عامة المواطنين وفي كل أيام الأسبوع، وهو ما يرفع من إيقاع عمل كل مصالح الولاية بشكل مضطرد نظرا لجحافل الشكاوي، التي منها ما هو حقيقي ومنها ما هو كيدي بتحريك من فعل فاعل، يضاف له كثرة التطلعات التي تحملها الساكنة في طياتها.
وحيث أن 100 يوما كانت كافية لتمكين ساكنة مراكش ومسؤوليها من التأكد أن الوالي شوراق رجل سلطة ميداني وليس بيروقراطي من خلال سهره على الخروج إلى الميدان لتفقد و متابعة سير الأوراش والأشغال الجارية ومتابعة عن كثب لتدخلات رجال ونساء الإدارة الترابية، وحرصه على الإشراف الشخصي على مختلف اللقاءات التواصلية لقطع الطريق على لوبي الانتخابات الذي يهوى تقمص أدوار ثلاثية بتجييش محتجين ولعب دور الوساطة قبل حلحلة المشاكل ما يحول المحتجين لا محالة إلى أبواق انتخابية، فسهر العامل على كل المفاوضات يعطي ثقلا أكبر لهذه الحوارات ويسمح بالحصول على نتائج مرضية.
معطى آخر جد مهم، وهو شغفه لمعرفة التراث اللامادي لمراكش باختلاف تلاوينه، فرغم انحداره من بركان وما تحمل من خصوصيات في تقاليدها، فإن شوراق كان متحمسا للتنقل إلى مختلف النقط لحضور تظاهراتها الثقافية والتراثية والتفاعل معها بحس من الشغف قصد الوقوف على طقوسها والتعرف على فسيفسائها، مؤمنا أن حضارة الأمم تبنى من قراءة تاريخها.
كانت هذه ثلة من الإشارات التي تم التقاطها، علما أنه أدبيا وأخلاقيا لا يمكننا إصدار أحكام جاهزة على رجل سلطة وطأت قدمه تراب الولاية لمائة يوم فقط، لكن سقف التفاؤل العالي لدينا ولباقي المواطنين يجعلنا نعتقد بأن الوالي تمكن من فك شيفرة المدينة دون الحاجة للانتظار، وربما مرد ذلك يتلخص في إيمانه الراسخ لضرورة التنزيل الميداني للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى ملامسة تطلعات رعاياه بتراب مراكش.
كل ما تم التحدث عليه جميل، لكن تبقى نقطة واحدة سوداء وجب على الوالي شوارق العمل على إصلاحها، حيث أصبح إعفاء مدير الديوان ضرورة، كونه أصبح حاجبا للحقيقة وحاجزا لوصولها إلى الوالي شوارق؟؟؟
تعليقات الزوار