معهد السياحة بمراكش من حلم إلى كابوس وتحول مأساوي يهدد مستقبل القطاع

هبة زووم – مراكش
في خطوة طموحة لتعزيز قطاع السياحة، أحد أهم ركائز الاقتصاد المغربي، أطلق المغرب مشروعاً ضخماً لإنشاء 16 معهداً للتكوين السياحي.
إلا أن حلم تطوير الكوادر الوطنية في هذا المجال اصطدم بواقع مرير، حيث تحول أحد أبرز هذه المعاهد، وهو معهد السياحة بمراكش، من صرح تعليمي واعد إلى مبنى مهجور يستخدم كموقف للدراجات النارية.
هذا التحول المفاجئ يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا الإهمال، وآثاره على مستقبل قطاع السياحة في المغرب.
في يوليو 2022، وفي قرار مفاجئ أثار حيرة الكثيرين، تم تفويت معهد السياحة بمراكش، إلى جانب 13 معهداً آخر، إلى وزارة التعليم.
ورغم الإمكانات الكبيرة التي يتوفر عليها هذا المعهد، والذي كان يعتبر أحد أهم المعاهد في مجال التكوين السياحي، إلا أنه تعرض للإهمال الشديد بعد عملية التفويت.
فقد تحول المعهد من صرح علمي إلى مكان مهجور، حيث يستخدم كموقف للدراجات النارية، في مشهد مؤسف يدل على غياب الرؤية والتخطيط لدى الجهات المسؤولة.
هذا الإهمال يتناقض بشكل صارخ مع الأهداف التي أُنشئ من أجلها المعهد، والتي كانت تتمثل في تكوين أجيال جديدة من الكوادر السياحية المؤهلة لتلبية احتياجات القطاع المتنامي.
وأكد مصطفى الشكدالي، المدير السابق للمعهد، في تدوينة خطها على صدر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، على الصدمة التي شعر بها عندما شاهد حالة المعهد المتدهورة، معرباً عن أسفه على هذا التحول المأساوي.
ويرى الشكدالي أن هذا الإهمال يعد فضيحة وجريمة مكتملة الأركان، خاصة وأن المغرب يستعد لاستضافة كأس العالم في عام 2030، مما يتطلب توفير كوادر سياحية مؤهلة.
هذا الوضع المزري لمعهد السياحة بمراكش له العديد من التداعيات السلبية على قطاع السياحة المغربي، حيث سيؤدي الإهمال في تكوين الكوادر السياحية إلى نقص حاد في الأيدي العاملة المؤهلة في هذا القطاع، مما يضعف قدرة المغرب على المنافسة في السوق السياحية العالمية.
كما سيعكس هذا الوضع صورة سلبية عن المغرب، حيث يظهر عدم قدرة الدولة على الحفاظ على مشاريعها الاستراتيجية من جهة، ويعد إهمال هذه المعاهد التي تم إنشاءها بتمويل ضخم من الدول إهدارا صارخا للمال العام من جهة أخرى.
إن تحول معهد السياحة بمراكش من حلم إلى كابوس يمثل جرس إنذار يدعو إلى إعادة النظر في السياسات المتبعة في قطاع السياحة، فمن الضروري وضع خطط واضحة واستراتيجيات فعالة لتنمية هذا القطاع، مع التركيز على تكوين الكوادر الوطنية وتوفير البنية التحتية اللازمة، كما يجب محاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال، وضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء في المستقبل.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد