في رسالة نارية.. أوزين يصف حكومة أخنوش بحكومة “المكافآت” ويدعو لإغلاق قوس هذه التجربة

هبة زووم – محمد خطاري
في لهجة غير مسبوقة من زعيم سياسي مغربي في مواجهة الحكومة، وجّه الأمين العام لحزب الحركة الشعبية (السنبلة) محمد أوزين رسالة مطوّلة إلى مكوّنات التحالف الثلاثي الحاكم، حمّلهم فيها مسؤولية ما وصفه بـ“الإخفاق الذريع في الرؤية والتدبير”، داعيًا إلى طيّ صفحة المرحلة الحالية وبناء أفق سياسي جديد “يليق بمغرب الأمل”.
أوزين استهل رسالته، التي صاغها بأسلوب أقرب إلى البوح الشخصي منه إلى البيان الحزبي، بالتأكيد على أنه تردّد طويلًا قبل الإفصاح عما يجول في خاطره، غير أن “الشجاعة والجرأة” ـ كما قال ـ تفرضان على السياسيين، أغلبيةً ومعارضةً، أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة أمام المواطنين.
وانتقد الأمين العام للحركة الشعبية بشدة أداء الحكومة، معتبرًا أن “الانسجام المزعوم بين مكوناتها ليس إلا خصامًا وارتباكًا ظاهرين”، مشددًا على أن العقد الحقيقي هو مع الشعب لا بين الأحزاب المشكلة للأغلبية.
وأكد أن سياسات الحكومة “الارتجالية” أجهزت على جيوب المواطنين وكرامتهم، وحوّلت وعودها الانتخابية إلى مجرد شعارات فارغة.
ولم يكتف أوزين بالتعميم، بل استعرض أمثلة من الواقع المعيشي والاجتماعي: من ارتفاع الأسعار وتبخر الموارد المائية، إلى ما وصفه بارتباك القرارات الحكومية، وتعثر إصلاح التعليم والصحة، وغياب الخدمات الأساسية في القرى والمناطق الجبلية.
وأبرز مشاهد اعتبرها “رمزية لفشل التدبير”، منها قضية نقل طفل من زاكورة إلى الرباط بطائرة خاصة بعد احتجاجات على أوضاع المستشفيات، قائلًا: “المطلوب ليس نقل المستشفيات إلى العاصمة، بل نقل الخدمات الصحية إلى كل المناطق المهمشة”.
كما انتقد بشدة لجوء الحكومة إلى “سياسة اللجان المتناسلة” بدل حلول جذرية، معتبرًا أن المواطن يؤدي ثمن الارتباك “من عمره لا من جيبه فقط”.
وسخر من وعود الإصلاح التي تتكرر مع كل أزمة دون أن تترجم إلى إنجازات ملموسة، مذكّرًا بأن الاعتراف بالتقصير “من شيم الكبار”.
وفي ختام رسالته، دعا أوزين إلى “إغلاق قوس هذه المرحلة”، وإطلاق أفق سياسي جديد يفضي إلى حكومة “تليق بمستقبل المغرب، بقيادة ملكية حكيمة وشعب وفيّ وصبور”، على حد تعبيره، مؤكّدًا أن الوقت قد حان لتصحيح المسار وإعادة الثقة بين الدولة والمواطنين.
رسالة الأمين العام لحزب السنبلة تفتح، بحسب مراقبين، نقاشًا أوسع حول موقع المعارضة التقليدية ودورها في مواجهة إخفاقات السلطة التنفيذية، كما تعكس تصاعد الانتقادات لأداء التحالف الحكومي على خلفية التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها المغرب.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد