هبة زووم – محمد خطاري
في خطوة تعكس وعيًا متزايدًا بعمق التحولات الاجتماعية التي يعيشها المغرب، أعلن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عن إحداث لجنة مؤقتة مكلّفة بدراسة التحولات التي تعرفها ديناميات الشباب المغربي، في سياق تصاعد احتجاجات جيل زد وما تطرحه من أسئلة حول العلاقة بين الشباب والدولة والمجتمع.
وأوضح المجلس، في بلاغ رسمي، أن اللجنة الجديدة عقدت اجتماعها الأول يوم الأربعاء، برئاسة عبد القادر أعمارة، رئيس المجلس، خُصص لتحديد توجهات وأجندة عملها، ومناقشة المنهجية التي ستعتمدها لإعداد رأي استشاري متكامل حول الموضوع، الذي يصفه المجلس بـ”الاستراتيجي والحيوي” بالنسبة لمستقبل البلاد.
وخلال الاجتماع، شدد أعمارة على ضرورة اعتماد مقاربة تحليلية تشاركية موسعة، تقوم على الإنصات المباشر إلى الفعاليات الشبابية واستحضار آرائهم وتجاربهم في صياغة مضامين التقرير. واعتبر أن إشراك الشباب في التشخيص والتفكير الجماعي حول سبل تطوير العرض العمومي الموجّه إليهم، يشكل شرطًا أساسيًا لأي إصلاح حقيقي يهدف إلى تحسين إدماجهم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
كما أكد رئيس المجلس على أهمية الانتقال من مقاربة تقليدية ترى في الشباب “فئة إشكالية”، إلى رؤية جديدة تعتبرهم قوة اقتراح وتحول، قادرة على المساهمة في بناء مغرب أكثر عدالة وابتكارًا وانفتاحًا.
ويأتي هذا التوجه في لحظة تتسم بتصاعد التعبيرات الشبابية الجديدة، سواء عبر الاحتجاجات الميدانية أو عبر الفضاء الرقمي، حيث بات جيل الشباب – ولا سيما المنتمين إلى جيل زد – يعبّر عن قلق وجودي تجاه الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ويطالب بإعادة تعريف أدواره في المجتمع وصوته في القرار العمومي.
ويُنتظر أن تشكّل مخرجات هذه اللجنة أرضيةً لتفكير جماعي أوسع حول السياسات العمومية الموجهة للشباب، بما في ذلك التعليم، التشغيل، المشاركة السياسية، والتحول الرقمي، في أفق صياغة رؤية وطنية منفتحة على رهانات المستقبل وتطلعات الأجيال الصاعدة.
تعليقات الزوار