صرخة جمهور أسفي تضع أعيان المدينة أمام مسؤولياتهم والعامل فطاح مدعو لأخذ زمام المبادرة لإنقاذ الفريق

هبة زووم – طه المنفلوطي
في مشهد مؤثر يعكس عمق الأزمة التي يعيشها نادي أولمبيك آسفي، رفع جمهور الفريق شعارًا حمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات.
هذا الشعار الذي ردده المشجعون بحرارة، “العامل والأعيان، بغينا تحرك ميداني بتوفير الدعم للفريق والالتفاف الآني”، والذي رفع في مباراة يوم أمس الأحد أمام فريق اتحاد تواركة، لم يكن مجرد هتاف عابر في مدرجات الملعب، بل كان صرخة مدوية تعبر عن حالة الاستياء العام من الأوضاع المتردية التي يعيش على وقعها الفريق المسفيوي.
يعيش نادي أولمبيك آسفي، أحد أعرق الأندية المغربية، أزمة مالية خانقة تهدد بمسح تاريخه العريق من خارطة كرة القدم الوطنية، هذه الأزمة، التي تفاقمت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، دفعت بالجمهور إلى الخروج عن صمته والمطالبة بتحرك عاجل من المسؤولين.
ومعلوم أن الفريق المسفيوي، بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” قد أصبح مطالبا بتسديد قرابة مليار و800 مليون سنتيم لرفع المنع عنه للقيام بتعاقدات جديدة خلال الميركاتو الشتوي، وهو ما زاد من تعقيد الوضعية المالية للفريق.
الشعار الذي رفعه الجمهور يعتبر بمثابة رسالة واضحة وصريحة لكل الفاعلين في المدينة، من عامل الإقليم مرورا برجل الأعمال النافذ إلى المواطن البسيط، مؤكدا على ضرورة تضافر الجهود من أجل إنقاذ الفريق من الغرق.. فالأزمة التي يواجهها أولمبيك آسفي ليست مجرد أزمة مالية، بل هي أزمة هُوية وتمثل تهديدًا حقيقيًا لمكانة المدينة الرياضية.
تتعدد أسباب الأزمة المالية التي يعاني منها أولمبيك آسفي، ويمكن إرجاعها إلى عدة عوامل، من بينها نقص الدعم المادي من الجهات المسؤولة، وتراجع الإيرادات بسبب ضعف النتائج الرياضية، فهذه العوامل مجتمعة، أدت إلى تراكم الديون وتدهور الوضع المالي للنادي.
تداعيات هذه الأزمة ليست مقتصرة على الجانب المالي، بل تمتد لتشمل جوانب أخرى، مثل تدهور الأداء الرياضي للفريق، ورحيل اللاعبين المميزين.. كل هذه العوامل مجتمعة تهدد بتهميش أولمبيك آسفي وتحويله إلى فريق من الدرجة الثانية.
وفي الأخير، يمكن القول على أن شعار جمهور أولمبيك آسفي هو صرخة استغاثة يجب أن تستمع إليها جميع الأطراف المعنية.
اليوم، إنقاذ هذا النادي هو مسؤولية الجميع، ويجب العمل سوياً لإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة، فالأمر لا يتعلق فقط بمصير فريق كرة قدم، بل يتعلق بمصير مدينة بأكملها وبموروث رياضي عريق.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد