هبة زووم – إلياس الراشدي
شهدت عمالة إقليم تزنيت واقعة أثارت استياءً واسعًا، بعدما مُنع أحد أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج من مقابلة عامل الإقليم، رغم تقديمه طلبًا رسميًا لعرض مشكلته.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن المواطن المعني مقيم بفرنسا، وحل بأرض الوطن في إجازة قصيرة، حيث تقدم بطلب مقابلة السيد عبد الرحمان الجوهري، عامل إقليم تزنيت، من أجل بسط قضيته المتعلقة بإقصاء عائلته من ذوي الحقوق في مشاع قبيلة أهل المعدر بجماعة المعدر الكبير.
وأكد أن والده المتوفى كان من ذوي الحقوق، واستفاد من استغلال الأراضي السلالية شأنه شأن باقي سكان الدوار، إلا أنه فوجئ سنة 2022 بإقصاء عائلته من هذا الحق، في خطوة اعتبرها انتقامية وتصفية حسابات بسبب منازعات قضائية سابقة بين عائلته وأحد رجال السلطة حينها.
ورغم قيامه بالإجراءات القانونية وتقديم طلب عبر مفوض قضائي بتاريخ 16 يناير 2025، إلا أن مدير ديوان العامل مارس رقابة حالت دون وصوله إليه، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا المنع، خاصة أنه في وضعية مستعجلة نظرًا لمحدودية فترة إجازته، حيث من المقرر عودته إلى فرنسا خلال الأسبوع الموالي.
فساد واستغلال الأراضي السلالية
الأخطر في هذه القضية أنها أعادت إلى الواجهة الجدل حول استغلال الأراضي السلالية، حيث أضحت بعض اللوبيات في المنطقة تعمل على إقصاء ذوي الحقوق الأصليين، ومنح هذه الأراضي لأشخاص لا علاقة لهم بها، تمهيدًا لتفويتها لاحقًا بأثمنة مرتفعة لتحقيق أرباح ضخمة.
وأصبح هذا الملف حديث الساعة في إقليم تزنيت، مما يستدعي فتح تحقيق معمق للكشف عن المتورطين في هذه التجاوزات، التي تمس بحقوق الساكنة المستحقة لهذه الأراضي.
ويبقى السؤال مطروحًا حول أسباب منع هذا المواطن من لقاء عامل الإقليم، في وقت تؤكد فيه التوجيهات الملكية السامية على ضرورة الانفتاح على أفراد الجالية المغربية، وتمكينهم من الولوج إلى المؤسسات الإدارية لحل مشاكلهم بكل شفافية وعدالة.
تعليقات الزوار