طلبة من جامعة مولاي إسماعيل يتألقون عالميًا وينتزعون جائزة الابتكار من عمق شنجن

هبة زووم – طاسين غفران
في إنجاز غير مسبوق، توج فريق من طلبة كلية العلوم والتقنيات بالرشيدية بالجائزة الكبرى لفئة الابتكار ضمن نهائيات مسابقة Huawei ICT العالمية برسم دورة 2024-2025، التي احتضنتها مدينة شنجن الصينية في الفترة الممتدة بين 19 و25 ماي الجاري.
الطلبة أيمن أمقران، مريم حساني، وإبراهيم لمرابط، وتحت إشراف الأستاذ يوسف فراحوي، أهدوا المغرب لحظة فخر تكنولوجي بعدما تفوقوا على آلاف المشاركين من مختلف القارات، من خلال مشروعهم المبتكر “NovaOr”، الذي أبهر لجنة التحكيم بعمقه التقني وأثره المجتمعي.
من قلب الأطلس إلى قمة الابتكار
بمشروع يستجيب لحاجة آنية في القطاع الصحي، طوّر الفريق نظامًا ذكياً لتدبير المؤسسات الاستشفائية، يهدف إلى تحسين اتخاذ القرار، تقليص أوقات الانتظار، وترشيد الموارد البشرية واللوجستية، بما يضمن جودة خدمات أعلى داخل المرافق الصحية.
ويُراهن “NovaOr” على الذكاء الاصطناعي والبيانات الذكية لإحداث ثورة في طريقة اشتغال المستشفيات، وتحسين تجربة المرضى وكفاءة الطاقم الطبي على السواء.
منافسة دولية وتفوق مغربي
المسابقة العالمية شهدت مشاركة ما يزيد عن 200 ألف طالب وطالبة في مراحلها الإقصائية، ليتم انتقاء 600 مرشح فقط للنهائيات، ضمنهم الفريق المغربي الذي تألق منذ انطلاق المنافسات في شتنبر 2024، بعد تصدره لمستوى المغرب، ثم احتلاله الرتبة الأولى على صعيد شمال إفريقيا.
وفي نهائيات شنجن، لم يكن التتويج مجرد صدفة، بل تتويجًا لعمل علمي منهجي وإبداع طلابي تجاوز التوقعات، لينتزع الفريق جائزة الابتكار عن جدارة، وسط إشادة واسعة من الخبراء ولجنة التحكيم الدولية.
إشادة رسمية ودعم متجدد
وفي تصريح له عقب الإعلان عن نتائج المسابقة، عبّر السيد ديفيد لي، المدير العام لشركة هواوي المغرب، عن اعتزازه العميق بهذا التتويج، قائلاً: “نفخر بدعمنا المتواصل للطلبة المغاربة، ونعتبر هذا الإنجاز دليلاً حيًا على حيوية المنظومة الرقمية في المغرب، وقدرتها على إنتاج كفاءات عالمية. عبر هذه المسابقة، نُعزز التفاعل بين الجامعة والابتكار، ونكشف عن طاقات شبابية واعدة قادرة على قيادة التحول الرقمي”.
جامعة مولاي اسماعيل على خارطة التميز الدولي
هذا التتويج يُبرز بوضوح أن الجامعات المغربية، حتى خارج المراكز الحضرية الكبرى، باتت خزانات كفاءات عالمية، قادرة على الابتكار والمنافسة على أعلى المستويات.
ويؤكد مرة أخرى أن التكنولوجيا ليست امتيازًا للمؤسسات الدولية فحسب، بل ميدانًا مفتوحًا لطلبة طموحين يحملون شغف التغيير وأدواته.
هل نُقابل الإنجاز بالدعم المستحق؟
يبقى السؤال المطروح اليوم: هل ستحظى مثل هذه الإنجازات بدعم مؤسساتي وطني يليق بمستواها؟ وهل يمكن تحويل هذا التتويج إلى حاضنة فعلية لاحتضان مشروع “NovaOr” وتطبيقه فعليًا داخل المستشفيات المغربية؟
نجاح الطلبة الثلاثة ليس مجرد قصة تتويج، بل دعوة مفتوحة لربط الجامعة المغربية بعالم الابتكار الحقيقي، حيث لا تُقاس القيمة بالشهادات، بل بالحلول التي تُغير الواقع.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد