هبة زووم – حسن لعشير
عادت الهجرة غير النظامية لتتصدر المشهد مجددًا في الشمال المغربي، بعدما أوقفت السلطات الأمنية ليلة السبت 26 يوليوز 2025، نحو 156 مرشحًا للهجرة السرية، من بينهم قاصرون، كانوا يستعدون لخوض مغامرة بحرية محفوفة بالمخاطر بين الشريط الساحلي الممتد بين مدينتي الفنيدق وبليونش.
المرشحون حاولوا استغلال عتمة الليل للانطلاق في “رحلة مجهولة المصير” باستخدام وسائل تقليدية وقوارب مطاطية بدائية، في مشهد بات يتكرر في الآونة الأخيرة، ما يعكس تزايد حالة اليأس والإحباط وسط فئات واسعة من الشباب المغاربة.
وحسب مصادر محلية من مدينة سبتة المحتلة، تدخلت قوات الحرس المدني الإسباني قبالة الشواطئ القريبة وتمكنت من اعتراض أحد القوارب، وسط حديث عن حالة وفاة واحدة على الأقل لم يتم تأكيدها رسمياً من طرف الجهات المعنية.
في المقابل، واصلت السلطات المغربية عملياتها الميدانية المكثفة على الجانبين البحري والبري، من خلال تعزيز المراقبة والرصد، خاصة في المسالك الجبلية والمناطق الغابوية المحيطة بمحيط الفنيدق وبليونش، وهي الممرات التقليدية التي أصبحت تشكل مسارات مفضلة للراغبين في التسلل نحو الثغر المحتل.
وتعيش المناطق المحاذية لسبتة حالة استنفار أمني كبير، شملت المحاور الطرقية، والنقاط الساحلية، والمنافذ الجبلية، حيث تم نشر وحدات من القوات المساعدة والقوات البحرية الملكية، في إطار خطة أمنية دقيقة تهدف إلى تطويق شبكات التهريب البشري، والحد من المحاولات الفردية والجماعية للهجرة غير الشرعية.
وتأتي هذه التحركات الأمنية في سياق تصاعد أنماط جديدة من الهجرة لا تقتصر فقط على المغاربة، بل تشمل كذلك مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ما يعكس تزايد نفوذ شبكات منظمة تتقن التمويه والتجنيد وتحريك الأفراد عبر قنوات متبدلة.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فتحت المصالح الأمنية المغربية، بإشراف النيابة العامة المختصة، مسارات للتحقيق والمتابعة الزجرية، تشمل كل من يشتبه في تورطه في تنظيم أو تسهيل عمليات العبور غير المشروع، وذلك في إطار مقاربة أمنية وقضائية متكاملة.
وتؤكد هذه العملية، مرة أخرى، حجم التحدي الذي تواجهه الدولة المغربية في التصدي للهجرة غير النظامية، والتي لا تنفك تتطور في أساليبها وشبكاتها، وسط استمرار الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تدفع عشرات الشباب إلى خوض “رحلة اللاعودة”.
تعليقات الزوار