رصاص الحرس الجزائري ينهي حياة لاعب مغربي سابق في عرض المتوسط

هبة زووم – الرباط
في حادث مأساوي يعكس مرة أخرى الوجه القاسي لظاهرة الهجرة غير النظامية، لقي الشاب أسامة همهام، اللاعب السابق لفريق الأمل الرياضي العروي، مصرعه برصاص البحرية الجزائرية، مساء الاثنين 28 يوليوز 2025، خلال محاولة عبور غير قانونية قبالة سواحل مدينة السعيدية.
وحسب المعطيات التي كشفتها مصادر محلية وتقارير إعلامية متطابقة، كان الشاب أسامة، رفقة مجموعة من الشباب، على متن قارب سريع من نوع “فانطوم” في رحلة محفوفة بالمخاطر، أملاً في بلوغ الضفة الأوروبية عبر البحر المتوسط.
لكن الرحلة انتهت بشكل مأساوي، بعد أن اعترضتهم دورية تابعة للحرس البحري الجزائري داخل المياه الإقليمية المتاخمة للحدود المغربية الجزائرية، حيث فتحت عناصرها النار بشكل مباشر على القارب. وقد أسفر إطلاق النار عن مقتل أسامة على الفور، وإصابة عدد من رفاقه بجروح متفاوتة، ما خلف صدمة عميقة في أوساط عائلاتهم وسكان المنطقة.
الحادث خلف موجة حزن عارمة في مدينة العروي والمناطق المجاورة، حيث يُعد الشاب أسامة من الأسماء الرياضية المعروفة محلياً، وقد سبق له أن حمل قميص فريق الأمل الرياضي العروي. الفريق نشر بدوره بلاغاً مؤثراً على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، جاء فيه: “بكل حزن وأسى، تلقينا نبأ وفاة اللاعب السابق لفريقنا على متن فانطوم السعيدية بعد اعتراضهم من طرف عناصر الحرس المدني الجزائري بالرصاص، تتقدم كل مكونات فريق الأمل الرياضي العروي بخالص التعازي والمواساة لعائلة اللاعب”.
في المقابل، علت أصوات في المجتمع المدني ومواقع التواصل الاجتماعي تطالب بفتح تحقيق دولي نزيه لكشف ملابسات الحادث المروع، ومحاسبة المتورطين في استخدام القوة المفرطة ضد مهاجرين عُزّل، مؤكدين أن “قوارب الحالمين لا يجب أن تُقابل بالرصاص”.
حادثة مقتل أسامة تعيد إلى الواجهة الأسئلة المحرجة حول أسباب تصاعد موجة “الهجرة اليائسة”، خاصة في صفوف الشباب المغاربة الذين لم يجدوا بديلاً سوى ركوب البحر، مجازفين بأرواحهم في سبيل مستقبل غامض.
فهل تتحرك السلطات المغربية لطلب توضيحات رسمية من الجزائر بشأن الواقعة؟ وهل تتحمل الدولة مسؤوليتها في معالجة الأسباب العميقة التي تدفع شبابها إلى الفرار حتى ولو كان الثمن هو الحياة نفسها؟
في الانتظار، يبقى جسد أسامة همهام شاهداً جديداً على مأساة الهجرة، وضحية أخرى لعنف الحدود وصمت السياسات.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد