afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

إلغاء حركة حماس لا يعني إلغاء المقاومة الفلسطينية

د.هشام عوكل

د.هشام عوكل
تأسست حركة حماس الاسلامية  عام 1987 بقيادة الشيخ أحمد ياسين تعتبر حماس حركة فلسطينية إسلامية  وتتميز بطابعها المقاوم والمسلح. ومنذ ذلك الحين، تطورت حماس وأصبحت قوة سياسية هامة  بالساحة الفلسطينية ، وتشارك في الانتخابات، وتدير مؤسسات حكومية في قطاع  غزة. ومن الواضح أن حماس هي جزء لا يتجزأ من الهُوِيَّة الفلسطينية، وتمثل جزءًا من آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال وإقامة دولته المستقلة.

هل يمكن مسح صورة حركة حماس من الذاكرة الفلسطينية… الإجابة المختصرة هي لا، إلغاء حركة حماس لا يعني إلغاء المقاومة الفلسطينية. المقاومة الفلسطينية هي ظاهرة شعبية عميقة الجذور في المجتمع الفلسطيني، وهي تعبير عن إرادة الشعب الفلسطيني في الحرية ونيل  الاستقلال الوطني على تراب وطنه وبناء دولتة الوطنية وعاصمتها القدس الشريف. حركة حماس هي إحدى أبرز الفصائل المقاومة الفلسطينية، وأكثر حضورًا الآن، ولكنها ليست الوحيدة. هناك العديد من الفصائل الأخرى الذي تشارك في المقاومة، بما في تلك حركة الجهاد الإسلامي، ولجان المقاومة الشعبية، وحركة فتح والجبهة الشعبية.

حتى لو تم إلغاء حركة حماس، فإن المقاومة الفلسطينية ستستمر في شكلها الحالي، وتتحول إلى أشكال جديدة. هناك العديد من العوامل التي تدفع المقاومة الفلسطينية، من خلال البطش الإسرائيلي للأهل الأرض، بالقتل الجماعي للابرياء من الأطفال ونساء إضافةً إلى تهويد والنفي وممارسة الإبادة الجماعية. لذا سوف تبقى العوامل قائمة حتى لو تم إلغاء حركة حماس، وتبقى المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها المسلحة والسلمية أمرًا واقعًا يجب أن نفهم أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس صراعًا فقط بين دولتين أو كيانين سياسيين، بل هو صراع يمتد إلى الهُوِيَّة والقومية وحقوق الإنسان. ومع ذلك، يعتقد العديد من الفلسطينيين أن المقاومة هي الوسيلة الوحيدة للتصدي للاحتلال وتحقيق أهدافهم المشروعة٫ لذا إزالة حماس، وتنحيها عن الحكم في غزة، فإن ذلك قد يؤدي إلى ظهور جماعات مسلحة أخرى تحل مكانها، وتمارس مزيدًا من والمقاومة. فالمشكلة الأساسية في الصراع هي الاحتلال الإسرائيلي والمظالم التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وليس حركة حماس بحد ذاتها٫إلى جانب ذلك، يجب أن نتذكر أن هناك جماعات فلسطينية أخرى تشارك في المقاومة.

هروب نتنياهو تحت مظلة العجز الأممي بين” الوقف والهدنة”

في حين تشدد الولايات المتحدة على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فقد بدأت في الدعوة إلى “هدنات إنسانية”، ولكن ليس وقف إطلاق النار.

ودعا البيت الأبيض لـ”هدنات إنسانية مؤقتة” للسماح بإدخال مساعدات إلى غزة أو لإجلاء مدنيين، لكنه رفض حتى الآن مناقشة وقف شامل لإطلاق النار، معتبرَا أن من شأن هذه الخطوة أن تخدم حركة حماس. المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، قال “نحن لا نؤيد وقفا عاما لإطلاق النار في هذه المرحلة”.

نتنياهو وآخرون في الإسرائيليين، يقولون إن حركة حماس ما زالت تشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن إسرائيل وشعبها، ومن ثم لا يمكن التفاوض معها أو قبول وجودها كقوة سياسية في غزة. ويبرر هذه الرؤية بأن حماس قد قامت بعدة عمليات إرهابية ضد إسرائيل، ومنها إطلاق صواريخ وقنابل تجاه المستوطنات الإسرائيلية وآخرها اجتياح ٧ أوكتوبر الذي هز إسرائيل ونسف مقولة الجيش الذي لا يقهر

وفي هذا السياق، تطرح حركة حماس في بعض الأحيان اقتراحًا لتحقيق هدنة انسانية، مقابل الافراج عن اثنى عشرة من الجنسيات المختلفة من الرهائن الذين لديها.  موقف قابل للجدل، حيث يرى البعض أن هذه الهدنة قد تساهم في تهدئة الوضع وتحقيق السلام المؤقت من خلال ادارة حكم للقطاع غزة من طرف السلطة الفلسطينينة  من رام الله او من خلال مايشبة قوات اليونوفل دولية  التي تشبة في لبنان واخرها مقترح  قوات عريبة للادارة حكم غزة ابان وضع قطاع غزة تحت الوصاية المصرية، فيما يرون البعض الآخر أن هذا الاقتراح يعزز موقف حماس ويزيد من نفوذها كحركة مقاومة. بدوافع قوية واضحة، تصر حماس على التمسك بالمقاومة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي. فمن وجهة نظرها، تعتبر الاحتلال والتهميش والقيود المفروضة على الشعب الفلسطيني ومواصلة الاستيطان الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، أسبابًا كافية للاستمرار في المقاومة. وترفض حماس بشكل قاطع أي محاولة للتفاوض مع الاحتلال، إلا إذا تحققت شروط تلبي مطالبها الأساسية وتحقق العدالة الكاملة للشعب الفلسطيني.

وقد أشار قادة حماس في عدة مناسبات إلى أن الهدنة المقترحة تعتبر جزءًا من استراتيجية المقاومة، وليست بديلاً عنها. وتقول الحركة إنها تستخدم الهدنة كوسيلة لجمع القوى والتجهيزات الضرورية لمواجهة الاحتلال والمواصلة في نضالها. ولا يمكن نكران أن استخدام هذه الطريقة في بعض الأحيان قد تحقق بعض الانتصارات لحماس، إذ يعتبر الإفراج عن الرهائن أمرًا هامًا على الصعيد السياسي والإنساني.

ومع ذلك، هناك من ينتقد هذه الاستراتيجية الخاصة بحماس، ويرون أنها تضع الحركة في مأزق سياسي وأمني. فعلى الرغم من أن الافراج عن الرهائن قد يؤدي إلى تحسين صورة حماس في الساحة العامة والحصول على دعم من الشعوب العربية والإسلامية، إلا أنه يمكن أن يؤدي أيضًا إلى زيادة نفوذ حماس كحركة مقاومة وتعزيز موقفها السياسي في المنطقة.

علاوة على ذلك، يتساءل البعض عن الثمن الذي يتعين دفعه مقابل الهدنة المقترحة، وما إذا كانت حركة حماس على استعداد للتنازل عن محاولة تحقيق مطالبها الأساسية وتحقيق العدالة الكاملة للشعب الفلسطيني، من أجل الحصول على الافراج عن بعض الرهائن. وهو موقف يعتبره البعض ضعفًا من جانب حماس، بينما يراه البعض الآخر خطوة ضرورية في سبيل تحقيق الاستقرار والسلام للشعب الفلسطيني.

باختصار، يظهر الصراع بين حماس والاحتلال الإسرائيلي بين السلم والحرب، وبين المفاوضات والمقاومة. ومن الواضح أن حماس تميل إلى التركيز على المقاومة والمواجهة المسلحة للوصول إلى تحقيق مطالبها. وفي نفس الوقت، هناك بعض الاستثناءات النادرة حيث تراجع حماس عن مواقفها القوية وتقدم اقتراحًا لتحقيق هدنة انسانية مؤقتة، وهو ما يمكن أن يفهم على أنه جزء من استراتيجيتها العامة لتحقيق العدالة والحصول على الدعم العربي والدولي.

وبغض النظر عن الرأي الذي يمثله الفرد أو الكيان في هذه المسألة، فإن الحقيقة الواضحة هي أن حركة حماس تصر على التمسك في المقاومة المسلحة وعلى تحقيق مطالبها الأساسية. قد تكون الهدنة المقترحة أحد السيناريوهات التي تلجأ إليها في بعض الأحيان، لتحقيق المكاسب الإنسانية٫والسياسية. لكن الجدير بالذكر أنه في ظل الوضع الراهن، فإن حماس لن تتخلى عن قضيتها الأساسية وسلوكها الثابت في المقاومة.
دكتور هشام عوكل أستاذ ادارة الازمات والعلاقات الدولية

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد