سجال بنكيران والتوفيق حول العلمانية يتواصل وزعيم الإسلاميين يؤكد تمسكه بتصريحه

هبة زووم – الرباط
تعتبر مسألة العلمانية في المغرب موضوعًا مثيرًا للجدل منذ عقود، وقد اشتعل هذا الجدل مؤخرًا مع تصريحات متبادلة بين عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، وأحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.
هذا السجال يعكس عمق الانقسام حول طبيعة الهوية الوطنية المغربية وتفسير مفهوم العلمانية في سياق إسلامي.
وفي هذا السياق، لم يتأخر رد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية على رسالة الوزير التوفيق المطولة، حيث أكد فيه زعيم الإسلاميين قائلا: “وبعد، فقد آسفني تصريحك الموجه لي عبر إحدى الصحف الإلكترونية تلومني فيه على ما صرحت به في أحد مهرجانات الحزب الخطابية بمدينة “أولاد برحيل””.
وبعد أخذ ورد أكد بنكيران في رده قائلا: “إن كنتُ اليوم أتأسَّف إن سَاءَك تصريحي، فإنني أؤكد لك أنك لست المقصود به وإنما الذين أرادوا استغلاله لأغراض سيئة في أنفسهم، لذا أعلن أنني متمسك بتصريحي ومعتز به”.
قبل أن يعود بنكيران للاعتذار للوزير التوفيق إن كان قد شعر بأي إساءة من كلامه، حيث قال: “وإن كنت قد شعرتَ بأيِّ إساءةٍ فأنا أعتذر لك علانية ومباشرة وكلمتك لم تغير موقفي منك قيد أنملة ولا أشك أن صدرك سيتسع لاستيعاب ما قلته لك”.
وأنهى بنكيران رسالته للوزير التوفيق قائلا: “وأما الحوار بين ما هو إسلامي في دولتنا وما يمكن أن ننعته بأنه من خلفية علمانية فموضعه وقت آخر وظرف آخر نرجو أن يجود الزمان به”.
وهذا نص الرسالة التي وجهها بنكيران للوزير التوفيق كاملة:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأستاذ الكبير أحمد التوفيق
السلام عليك ورحمة الله وبركاته،
وبعد، فقد آسفني تصريحك الموجه لي عبر إحدى الصحف الإلكترونية تلومني فيه على ما صرحت به في أحد مهرجانات الحزب الخطابية بمدينة “أولاد برحيل”.
ذلك أنني أتعرض لهجمات لا يكادُ يُحصيها المحصون، ولكنني لا أُبالي بمُعظمها لما أعلم من إغراض مقترفيها، إلاَّ أن رسالتك كان لها وقع آخر فتناولت قلمي أنا المُقلُّ في الكتابة لا لأرد عليك ولكن فقط لأوضح لك بعض المعطيات عسى أن تصحح لك الواقعة بالضبط:
لا أخفيك أن ما صرحت به بالبرلمان ساءَني ولكنني لم أرد عليك ساعتها وأنا لم أرد عليك إطلاقاً، ولكنني لاحظتُ أن جهات معادية ومغرضة أرادت أن تستغل تصريحك لتركب عليه وتقرر في أذهان الناس ما لا تقبله أنت ولا أنا، فأنا أعرفك جيدا وأعرف قناعاتك المُعتدلة والرصينة، ولو كنت أريد أن أرد عليك لفعلت ذلك في نفس اليوم.
لقد تجنبت أن أذكر إسمك ولستُ أدري هل استمعت لكلمتي أم لا، وإن كنت لا أخفي أن لها صلة بتصريحك ولكن المقصود بها مباشرة هم المستغلون سَيِّئُو النَّوايا الذين يتربَّصون بالبلد وبمرجعيته وبثوابته الدوائر.
وأظن أنك تعرفني كما أعرفك أو رُبَّما أكثر وخصوصا أنه فوق الصداقة والمعرفة السابقة اشتغلنا جنباً إلى جنبٍ على مدى خمسِ سنواتٍ طِوَال.
وإن كنتُ اليوم أتأسَّف إن سَاءَك تصريحي، فإنني أؤكد لك أنك لست المقصود به وإنما الذين أرادوا استغلاله لأغراض سيئة في أنفسهم، لذا أعلن أنني متمسك بتصريحي ومعتز به، وإن كنت قد شعرتَ بأيِّ إساءةٍ فأنا أعتذر لك علانية ومباشرة وكلمتك لم تغير موقفي منك قيد أنملة ولا أشك أن صدرك سيتسع لاستيعاب ما قلته لك، وأما الحوار بين ما هو إسلامي في دولتنا وما يمكن أن ننعته بأنه من خلفية علمانية فموضعه وقت آخر وظرف آخر نرجو أن يجود الزمان به.
وبقي فقط أن أشير إلى أنني إن لم أكن اتصلت بك فأنت كذلك لم تتصل بي، وسامحنا الله جميعاً، والسلام.
ذ. عبد الإله ابن كيران
الأمين العام لحزب العدالة والتنمية

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد