فشل العمدة ليموري في تسيير طنجة يضع خطة المغرب لاستضافة كأس العالم على المحك

هبة زووم – محمد خطاري
يشهد ملف ترشيح المغرب، بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، لاستضافة كأس العالم 2030 تطورات مثيرة للاهتمام، حيث كشف تقرير الفيفا الأخير عن جوانب إيجابية وسلبية في هذا الملف، لا سيما بالنسبة لمدينة طنجة التي تعد أحد أبرز المدن المرشحة لاستضافة مباريات البطولة.
هذا، وحظي ملعب ابن بطوطة في طنجة بتقييم مرتفع من قبل الفيفا، مما يؤكد جاهزيته لاستضافة مباريات عالمية، وهو ما يعد نقطة قوة كبيرة في ملف الترشيح المغربي، ويشير إلى الاهتمام الكبير الذي توليه السلطات المغربية لتطوير البنية التحتية الرياضية.
لكن “الحلو ما يكملش” على رأي اخوتنا المصريين، فعلى الرغم من الإنجازات المحققة في مجال البنية التحتية الرياضية، إلا أن التقرير كشف عن تحديات كبيرة تواجه مدينة طنجة، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية السياحية والنقلية.
فقد أظهر التقييم أن عدد الغرف الفندقية في طنجة لا يكفي لاستيعاب الأعداد الضخمة من الزوار المتوقعة خلال البطولة، كما كشف على أن شبكة النقل العام الحالية غير قادرة على تلبية متطلبات الحدث العالمي، مما قد يؤثر على انسيابية حركة الجماهير بين الملاعب ومرافق الإقامة.
تأثير فشل ليموري على طموحات المغرب في استضافة كأس العالم
مباشرة بعد صدور تقرير الفيفا اتجهت كل الأنظار نحو عمدة عروسة الشمال منير ليموري، حيث اتسمت فترة تسييره للمدينة بالفشل الذريع على كل الأصعدة، وهو ما سيكون له تأثير (فشل ليموري) على طموحات المغرب عموما ومدينة طنجة على وجه الخصوص في استضافة كأس العالم.
الغريب في الأمر أن خرجة ليموري للرد على تقرير الفيفا كانت غير ذات معنى، خصوصا وأن فترة حكمه قد استمت بغياب الرؤية الاستراتيجية واضطراب في اتخاذ القرارات، مما أدى إلى تدهور العديد من الخدمات الأساسية بالمدينة.
كما عانت المدينة، في عهده، من نقص في التخطيط العمراني والتنمية المستدامة، مما أدى إلى تفاقم المشاكل المتعلقة بالبنية التحتية والنقل، نتيجة الخلافات والصراعات داخل المجلس البلدي التي أدت إلى شل العمل وتعطيل المشاريع التنموية.
هذا، وقد أثار فشل ليموري تساؤلات حول جاهزية البنية التحتية والخدمات في المدينة لاستقبال حدث عالمي من هذا الحجم، في ظل أجواء من عدم الشفافية والمحاسبة خلال فترة حكمه (ليموري)، مما زاد من فقدان الثقة لدى المواطنين.
وفي النهاية يمكن أن نقول بأن فشل ليموري يضع الحكومة المغربية تحت ضغط كبير لإيجاد حلول سريعة لمعالجة المشاكل التي تعاني منها المدينة، وإظهار قدرتها على تنظيم مثل هذه الأحداث الكبرى.
الوالي التازي مطالب بالتدخل لتصحيح أخطاء العمدة ليموري
تعالت اليوم، وبعد صدور تقرير الفيفا، دعوات لتدخل والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، كسلطة وصاية، لتصحيح الأخطاء المرتكبة خلال فترة ولاية العمدة منير ليموري، وهو ما يؤشر بكل وضوح على عمق الأزمة التي تعيشها مدينة طنجة في عهد العمدة البامي.
هذه الأزمة، التي تجلت في تدهور الخدمات، وغياب التخطيط العمراني، وتفاقم المشاكل الاجتماعية، أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً لمستقبل المدينة وطموحاتها في استقبال حدث من حجم كأس العالم.
وفي هذا السياق، دعت عدة فعاليات طنجوية الوالي التازي لأخذ زمام المبادرة قبل فوات، وذلك عبر حث جميع الفاعلين بالمدينة على تطوير شبكة النقل العام، عبر إنشاء شبكة نقل متكاملة وفعالة، تشمل الحافلات والترام والقطارات، وإبعاد أفكار العمدة التي تتجه نحو تجديد عقد الشركة المسيرة للنقل الحضري بالمدينة، والتي أتبث توالي السنوات فشلها بما لا يدع الشك.
كما دعت، ذات الفعاليات، الوالي إلى ضرور تسريع وتيرة الاستثمار في القطاع الفندقي، عبر تشجيع المستثمرين على بناء فنادق جديدة ورفع مستوى الفنادق القائمة، مع تقديم جميع التسهيلات الضرورية للقطاع الخاص، الذي يمكنه أن يلعب دورا هاما في تمويل وتنفيذ هذه المشاريع، بتظافر جهود كل المصالح الخارجية التابعة للوزارات المعنية.
أمام هذه الوضعية الصعبة، يقع على عاتق والي الجهة، يونس التازي، مسؤولية كبيرة في إيجاد حلول جذرية للأزمة، حيث يتوقع منه التدخل لتصحيح الأخطاء التي ارتكبت خلال الفترة السابقة، وإعادة الأمور إلى نصابها.
كما يتعين عليه فتح تحقيق في شبهات الفساد ومحاسبة المتورطين، وتفعيل دور المؤسسات المحلية، وتعزيز الشفافية والمحاسبة، وإطلاق مشاريع تنموية جديدة تساهم في النهوض بالمدينة، واستعادة ثقة المواطنين في المؤسسات المحلية.
فرصة ذهبية لتطوير طنجة
يشكل تقرير الفيفا فرصة ذهبية لمدينة طنجة لتسريع وتيرة التنمية، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية، ومع ذلك، يتطلب تحقيق هذا الهدف استثمارات كبيرة وجهودًا مضاعفة من قبل الحكومة والقطاع الخاص.
هذا، وتعتبر الأزمة التي تعيشها طنجة فرصة حقيقية لإعادة النظر في نموذج التنمية المتبع، واعتماد مقاربة تشاركية تشمل جميع الفاعلين، حيث أصبح على الجميع، من سياسيين ومواطنين وفعاليات مدنية، تحمل مسؤولياتهم والعمل معاً من أجل بناء مدينة عصرية ومتطورة تلبي تطلعات ساكنتها.
فترشيح مدينة طنجة لاستضافة كأس العالم 2030 يعد تحديًا كبيرًا، ولكنه يمثل أيضًا فرصة تاريخية لتحقيق نقلة نوعية في مجال البنية التحتية والتنمية الاقتصادية، ومع الجهود المبذولة والتخطيط السليم، يمكن لطنجة أن تتجاوز التحديات وتصبح وجهة عالمية تستحق الاستضافة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد