هبة زووم – محمد خطاري
في تصريح تلفزي، أعلن عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، أن الدعم المالي الكبير الذي قدمته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كان هو العامل الحاسم في تمكين اتحاد طنجة من رفع الحظر المفروض عليه خلال فترة الانتقالات الشتوية.
إلا أن المكتب المسير للنادي، الذي كان له دور بارز في هذه العملية، خرج، في وقت سابق، ليؤكد للجماهير أن النجاح في رفع الحظر لم يكن مجرد نتيجة لدعم خارجي، بل هو ثمرة لجهودهم المستمرة وإدارتهم الحكيمة التي أدت إلى تجاوز العقبات التي كانت تعيق الفريق.
الاختلاف بين هذين التصريحين يطرح تساؤلاً مهماً: من يجب على جماهير اتحاد طنجة تصديقه؟ هل هو بلقشور الذي يُشير إلى أن الجامعة والعصبة كانتا السبب في هذه الخطوة، أم المكتب المسير الذي يصر على أن الجهود الداخلية هي التي صنعت الفرق؟ الإجابة على هذا التساؤل قد تكون أكثر تعقيداً مما يبدو للوهلة الأولى.
بلقشور: الدعم المالي كحل أساسي
تصريحات بلقشور تركز بشكل رئيسي على الدعم المالي الذي قدمته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الوطنية.
ففي نظر بلقشور، هذا الدعم المالي كان هو العامل الأساسي الذي جعل من الممكن رفع الحظر، ويعتبر أن هذا الدعم الاستثنائي كان بمثابة المفتاح لحل مشكلة الفريق.
ومن الناحية الاقتصادية، لا شك أن الدعم المالي هو عنصر رئيسي في تمويل أي نادٍ رياضي، خاصة في الظروف الصعبة التي يمر بها اتحاد طنجة.
وفي هذا السياق، يمكن القول أن بلقشور لا يبالغ في تقدير دور الجامعة والعصبة في مساعدة الأندية التي تعاني من الأزمات المالية.
المكتب المسير: الجهود الداخلية أساس النجاح
من جهة أخرى، يصر المكتب المسير لاتحاد طنجة على أن رفع الحظر كان نتيجة لجهودهم التنظيمية والإدارية.
وفقًا لهذا الطرح، فإن المكتب المسير هو من عمل بجد لإيجاد الحلول القانونية والإدارية التي مكنت الفريق من تجاوز هذه العقبة.
ففي ظل الحظر المفروض على التعاقدات، كان المكتب المسير ملزمًا باتخاذ خطوات حاسمة لتأهيل اللاعبين الجدد والتفاوض مع الجهات المعنية من أجل إيجاد الحلول المناسبة.
هذه الجهود تتطلب تنظيمًا دقيقًا وقدرة على حل القضايا المعقدة التي قد تكون محورية في مصير الفريق.
من يمكن أن تصدق الجماهير؟
من الصعب تحديد الجهة التي ينبغي لجماهير اتحاد طنجة أن تصدقها بشكل قاطع، فالحقيقة أن كلا التصريحين يحتوي على جوانب صحيحة، ويعكس كل منهما جزءًا من الواقع.
من جهة، لا شك أن الدعم المالي من الجامعة والعصبة كان عنصرًا مهمًا في تسهيل رفع الحظر، ولكن من جهة أخرى، لا يمكن التقليل من أهمية الجهود الداخلية التي بذلها المكتب المسير.
الفريق لم يكن فقط بحاجة إلى الدعم المالي، بل كان عليه أيضًا أن يتعامل مع التحديات الإدارية والتعاقدية، وهو ما يستدعي التخطيط والقدرة على اتخاذ قرارات سريعة وفعالة.
الخلاصة:
إن جماهير اتحاد طنجة أمام موقف معقد، حيث يتعين عليهم أن يدركوا أن النجاح في رفع الحظر كان نتيجة لتعاون بين الدعم الخارجي والجهود الداخلية.
التصريحات المتباينة بين بلقشور والمكتب المسير قد تثير بعض الحيرة، ولكن في النهاية، يجب أن تكون الجماهير على علم بأن المساهمة الجماعية من جميع الأطراف كانت هي التي جعلت من الممكن تجاوز هذه العقبة.
لذلك، قد يكون الأجدر بالجماهير أن تصدق كل الأطراف، لأن كل جانب قد لعب دورًا مهمًا في تحقيق هذا الإنجاز.

تعليقات الزوار