الرجاء ينهي البطولة بسداسية مدوية.. أداء هجومي متأخر أم بداية تصحيح المسار؟

هبة زووم – حسون عبد العالي
في مشهد كروي استعراضي، أنهى الرجاء الرياضي موسمه في البطولة الاحترافية “إنوي” بانتصار ساحق خارج قواعده، بعدما أمطر شباك شباب المحمدية بستة أهداف نظيفة، في المباراة التي جمعت بين الفريقين مساء الإثنين 12 ماي 2025 على أرضية ملعب البشير، لحساب الجولة الأخيرة من الموسم.
ولم يمهل النسور الخضر مضيفهم وقتًا للدخول في أجواء اللقاء، حيث فرضوا سيطرتهم منذ البداية، ليترجموا هذا التفوق إلى أهداف غزيرة تدرّجت من المتعة إلى الهيمنة. فكان آدم النفاتي أول من دوّن اسمه في قائمة المسجلين عند الدقيقة 39، قبل أن يُعزز يوسف بلعمري التفوق الأخضر بهدف ثانٍ في الدقيقة 44، لينتهي الشوط الأول بتقدم الرجاء بهدفين دون مقابل.
وما إن انطلقت صافرة الشوط الثاني، حتى بدا أن الرجاء لم يكتفِ، بل عاد بنفس النهم الهجومي، حيث أضاف الحسين رحيمي الهدف الثالث في الدقيقة 52، ثم تبعه أيوب المعموري بالرابع بعد دقيقتين فقط، في سيناريو يؤكد التفكك التام لدفاعات شباب المحمدية.
رحيمي، الذي بصم على حضور هجومي استثنائي، عاد ليُسجل الهدفين الخامس والسادس في الدقيقتين 63 و84، موقعًا على “هاتريك” شخصي أكد من خلاله علو كعبه ومهاراته الحاسمة أمام المرمى، في لقاء تحوّل إلى عرض فردي وجماعي لفرقة الرجاء.
وبهذا الانتصار الكبير، يرفع الفريق الأخضر رصيده إلى 48 نقطة، محتلاً المركز الخامس في ترتيب الدوري، وهو مركز لا يرقى لطموحات أنصاره، لكنه يمنح بصيص أمل لموسم قادم قد يكون أفضل إن استُثمرت الإيجابيات وأُغلقت ملفات الاختلالات.
ورغم النتيجة التاريخية، تعالت التساؤلات في أوساط الجماهير الرجاوية حول ما إذا كانت هذه الصحوة الهجومية المتأخرة مجرد ردة فعل عابرة، أم مؤشراً على نوايا فنية وإدارية جديدة لتصحيح مسار موسم كان مليئًا بالانكسارات والتذبذب في الأداء.
فرغم وجود أسماء لامعة وتألق فردي للاعبين في مباريات متفرقة، إلا أن الرجاء الرياضي ظل هذا الموسم يبحث عن هويته داخل رقعة الميدان، وسط تعاقب فني وتوترات جماهيرية متكررة.
أداء الفريق في لقاء المحمدية يمكن اعتباره رسالة من اللاعبين لإثبات جدارتهم وثقتهم بأنفسهم، وقدرتهم على تقديم مستويات عالية عندما تتوفر الظروف الفنية المناسبة. غير أن هذه الرسالة تضع إدارة النادي والمدرب أمام مسؤولية ثقيلة: البناء على هذا الفوز بدل الاكتفاء به كتزيين رقمي لنهاية موسم خالٍ من الألقاب.
ومهما يكن، فإن سداسية ملعب البشير تظل مرجعية فنية لا يجب أن تُنسى، بل تُحلل، لفهم مكامن القوة التي ظهرت فجأة في ختام المشوار، وأسباب الغياب الطويل لها طيلة الموسم.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد