هبة زووم – متابعات
في تطور جديد يضع ملف الأسرى الإسرائيليين على صفيح ساخن، هددت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم الجمعة 29 غشت 2025، إسرائيل بأن أي خطة لاحتلال مدينة غزة ستتحول إلى “مقبرة لجنودها”، مؤكدة أن الأسرى الإسرائيليين سيتواجدون في مناطق القتال جنباً إلى جنب مع عناصرها، في “نفس ظروف المخاطرة والمعيشة”.
المتحدث باسم القسام، أبو عبيدة، قال في تصريحات عبر منصة “تلغرام”: “خطط العدو الإجرامية باحتلال غزة ستكون وبالاً على قيادته السياسية والعسكرية، وسيدفع ثمنها جيش العدو من دماء جنوده، وستزيد من فرص أسر جنود جدد”.
وأشار إلى أن الكتائب ستتعامل مع الأسرى الحاليين وفقاً لمقتضيات المعركة، حيث سيبقون في الخطوط الأمامية: “سنحافظ على أسرى العدو بقدر استطاعتنا، وسيكونون مع مجاهدينا في أماكن القتال والمواجهة، وسنعلن عن كل أسير يقتل بفعل العدوان بالاسم والصورة والإثبات”.
وذهب بيان القسام إلى حد اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته بأنهم قرروا تقليص عدد الأسرى الأحياء إلى النصف، عبر استمرار القصف، مع إخفاء جثث القتلى إلى الأبد.
وحمل أبو عبيدة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن “مصير أسراها”، معتبراً أن الاحتلال يتعمد تصفيتهم عوض الدخول في مفاوضات حقيقية.
وتأتي هذه التهديدات بعد مرور نحو عامين على عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، حين شنت حماس هجوماً واسعاً على قواعد عسكرية ومستوطنات متاخمة لغزة، قتل وأسر خلاله العشرات من الإسرائيليين.
ومنذ ذلك التاريخ، تشن إسرائيل حرباً وصفتها منظمات حقوقية بـ”الإبادة الجماعية”، أوقعت – حتى نهاية غشت 2025 – أكثر من 63 ألف قتيل و 159 ألف جريح فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 9 آلاف مفقود ومئات الآلاف من النازحين.
وفق تقديرات إسرائيلية، ما زال في غزة نحو 50 أسيراً إسرائيلياً، بينهم 20 على قيد الحياة، بينما يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10 آلاف و800 أسير فلسطيني يعانون أوضاعاً وُصفت بالكارثية من حيث التعذيب والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم.
وقد أعلنت حماس أكثر من مرة استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب وانسحاب الجيش من غزة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، لكن نتنياهو ظل يعرقل المفاوضات بطرح شروط جديدة مثل نزع سلاح الفصائل وإصراره على إعادة احتلال غزة.
ويرى محللون أن تهديد القسام بنقل الأسرى إلى مناطق القتال يعقد حسابات إسرائيل العسكرية، إذ إن أي عملية برية واسعة قد تؤدي إلى مقتل المزيد من الأسرى على يد الاحتلال نفسه، ما سيزيد الضغط الداخلي على حكومة نتنياهو.
وفي المقابل، تراهن المقاومة على أن ورقة الأسرى ستشكل كابوساً سياسياً وأمنياً لتل أبيب، خاصة مع تصاعد الانتقادات الدولية لإصرارها على الحرب وتجاهل أوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
تعليقات الزوار