هبة زووم – إلياس الراشدي
واحد الإحساس عام بالإحباط بالدارالبيضاء في عهد العمدة الرميلي، السياسة ما بقاتش وسيلة للتغيير، بل ولات مرادفة للكذب، النفاق، وتبادل الكراسي. ولعل العبارة الشعبية “كلشي بحال بحال”، لم تأتي من فراغ.
بعض السياسيين فهموا اللعبة مقلوبة: ماشي ترفع الوعي، بل تهبط للمستوى اللي يجلب لك تصفيقات، ولو على حساب المعقول، وهكذا، أصبح المواطن كايشوفهم ممثلين أكثر منهم فاعلين سياسيين.
هؤلاء لم يعودوا يصدقون في الحديث عن “الانتقال الديمقراطي” ولا “مشروع الجهوية المتقدمة”، ولا تثير فيهم كلمة “الإصلاح” سوى نوبة ضحك مكتومة، كما لو سمعوا عن محاولة طهي الكسكس في ميكروويف.
فهموا اللعبة مبكراً، وربما دُعوا إليها مرة، ثم اكتشفوا أنها لا تحتاج إلى لاعبين بل إلى كراكيز بربطة عنق، يحرّكها خيط خفي ينطلق من حيث لا يُرى، ويُنهي مسارها حيث لا يُسأل.
يعرفون من يتحكم فعلاً، من يهمس في أذن البرلمان، ومن يكتب التقارير السيادية بحبر لا يُمحى، من يُلمّع الفاشلين ويُطفئ الناجحين، من يصنع الأحزاب كما تُصنع علب السردين، ومن يفتح القنوات في وجه هذا، ويغلقها في وجه ذاك، لأن الريموت كنترول لا تملكه “الشعبوية”، بل ناصحو الظل وخبراء الفرملة.
يعرفون كيف تُطبخ الانتخابات على نار التوافق البارد، وكيف تُوزَّع الألوان كما تُوزَّع الحلويات في حفلات نهاية الحملة.
ثم تأتي المسرحية الأخيرة، حين يُكتشف أمر الصفقة، فتخرج علينا العمدة الرميلي بوجه مليء بالثقة المصطنعة لتقول: “هناك من يريد التشويش”، “أنا مستهدفة”، و”لن أنحني للعاصفة”.
كلا يا عزيزتي، أنت العاصفة التي ابتليت بها العاصمة الباقتصادية، بل أنت الإعصار نفسه، لكن إعصار من النوع الذي يُسقط الأخلاق ويترك الخراب في كل مكان.
تعليقات الزوار