هبة زووم – الرباط
شهدت مختلف محطات القطار بالمغرب، يوم الجمعة 24 أكتوبر 2025، حالة فوضى غير مسبوقة بعد تأخيرات كبيرة في مواعيد القطارات التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، مما أثار موجة من السخط في صفوف المسافرين الذين وجدوا أنفسهم عالقين لساعات طويلة دون أي توضيح رسمي في حينه.
التأخيرات، التي تزامنت مع نهاية العطلة البينية وعودة آلاف الأسر إلى مقرات سكناها، تسببت في ارتباك شامل داخل المحطات الكبرى، خصوصاً بالدار البيضاء، القنيطرة، والرباط.
وشهدت القاعات المخصصة للانتظار احتجاجات عفوية للمسافرين الذين عبّروا عن استيائهم من سوء التواصل وغياب الاعتذار الفوري من إدارة المحطات، فيما اضطر بعض الركاب إلى البحث عن وسائل نقل بديلة بعد تأخر القطارات لأزيد من ساعتين.
ولم يقتصر الضرر على المسافرين العائدين من العطلة، بل شمل أيضاً عدداً من الموظفين الذين يعتمدون على القطار كوسيلة يومية للتنقل نحو مقرات عملهم، حيث أكد بعضهم أنهم تأخروا عن الالتحاق بمكاتبهم يوم الجمعة بسبب الاضطرابات في الشبكة الحديدية.
وفي محاولة لتبرير ما جرى، أوضح بعض المسؤولين بمحطة القنيطرة أن سبب الارتباك يعود إلى الأشغال الجارية المرتبطة بإنشاء خط “البراق” الجديد الذي سيربط بين الدار البيضاء ومراكش.
غير أن بلاغ المكتب الوطني للسكك الحديدية، الصادر مساء الجمعة، كشف أن الحادث الرئيسي كان نتيجة عطب تقني مفاجئ على مستوى الخط الرابط بين زناتة وعين السبع، مما تسبب في توقف قطار “البراق” رقم 2038 واضطراب حركة القطارات في اتجاه الشمال.
وأضاف المكتب أنه تم “التعبئة الفورية لكافة الموارد البشرية والتقنية الضرورية لإصلاح العطب وإعادة الحركة إلى وضعها الطبيعي في أقرب وقت ممكن”، مؤكداً في الوقت ذاته اعتذاره لزبائنه عن الإزعاج الذي تسبب فيه الحادث، وشاكراً لهم “تفهمهم وصبرهم”.
ورغم هذا التوضيح الرسمي، يرى العديد من المسافرين أن تكرار هذه الأعطال والتأخيرات في فترات الذروة يكشف عن خلل هيكلي في تدبير حركة القطارات، وضعف في منظومة التواصل مع الزبناء، ما يطرح من جديد أسئلة حول جاهزية المكتب الوطني للسكك الحديدية لتدبير المرحلة المقبلة التي يفترض أن تعرف توسع شبكة “البراق” نحو جهات أخرى من المملكة.
في انتظار إصلاح الأعطاب التقنية، يأمل المواطنون أن يواكب ذلك إصلاح في أسلوب التواصل، وأن لا تظل وعود الاعتذار مجرد منشورات فايسبوكية لا تُغني ولا تُسمن من عناء الانتظار.
تعليقات الزوار