هبة زووم – محمد خطاري
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في مدينة مكناس، اختار والي جهة فاس-مكناس معاذ الجامعي عقد لقاء مع فاعلين اقتصاديين محليين بعيداً عن أعين الصحافة.
فصل أخر من فصول العبث والفوضى عاشتها مدينة مكناس، يوم الخميس 19 دجنبر الجاري، عندما دعي جمع من الفاعلين الاقتصاديين المحليين بمكناس للقاء مع والي جهة فاس – مكناس معاذ الجامعي، خارج الأضواء الكاشفة للإعلام.
هذا الحدث الذي كان من المفترض أن يشهد نقاشات حول التنمية الاقتصادية بالجهة، تحول إلى موضوع للنقاش والتساؤل حول الأسباب الكامنة وراء هذا الإغلاق الإعلامي المفاجئ.
لكن المؤسف في هذه الواقعة أن من يدعي قيادة سفينة إصلاح جهة فاس – مكناس اليوم اختار أن يكون لقاءه الأول بالفعاليات الاقتصادية بمكناس بدون حضور إعلامي، وكأنه يخشى أن تخرج أمور لا يريد “مالين سوارت مكناس” أن تخرج إلى العلن.
لطالما اعتبرت الصحافة نافذة المجتمع على المؤسسات، ووسيلة أساسية لنقل المعلومة وتبادل الآراء، إلا أن هذا المبدأ السامي قوبل بتجاهل صارخ في مكناس، حيث تم حرمان الصحفيين من تغطية حدث اقتصادي بالغ الأهمية، يجمع شخصيات بارزة من مختلف القطاعات.
غياب الصحافة عن هذا اللقاء يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب التي دفعت الوالي الجامعي إلى اتخاذ هذا القرار، هل هناك معلومات حساسة لا يريد الكشف عنها؟ أم أن هناك نوايا خفية وراء هذا الإغلاق الإعلامي؟ أم أن الأمر يتعلق بمحاولة التحكم في الرسائل التي يتم إيصالها للجمهور؟
ويخشى مراقبون أن يكون هذا الإغلاق الإعلامي مقدمة لسياسة جديدة تقوم على تقييد حرية الصحافة وإبعادها عن الشأن العام، كما يرون أن هذا الإجراء من شأنه أن يزيد من الشكوك حول نوايا المسؤولين ويقوض الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة.
ويؤكد خبراء الإعلام أن غياب الصحافة عن مثل هذه اللقاءات يؤدي إلى تقييد الحوار وعرقلة عملية صنع القرار، كما أنه يفتح الباب أمام انتشار الشائعات والأخبار الزائفة، مما يزيد من التوتر والانقسام في المجتمع.
في الأخير، يبقى السؤال مطروحاً: لماذا اختار والي جهة فاس-مكناس أن يعقد هذا اللقاء في ظروف سرية؟ هل هذا هو النهج الذي سيتبعه في إدارة شؤون الجهة؟ إن الإجابات عن هذه الأسئلة من شأنها أن تكشف لنا الكثير عن طبيعة العلاقة بين السلطة والصحافة في المغرب.

تعليقات الزوار