هبة زووم – محمد خطاري
أثار مشروع إنشاء المحطة الطرقية الجديدة بمدينة مكناس جدلاً واسعاً، وذلك بعد استبعاد المهنيين العاملين في قطاع النقل عن الاجتماع الذي ناقش تفاصيل المشروع.
قرار الاستبعاد هذا أثار حفيظة العديد من الفاعلين، الذين اعتبروا أن مشاركة المهنيين أمر بالغ الأهمية لضمان نجاح المشروع وتلبية احتياجات المواطنين.
وتأتي هذه الخطوة على خلاف مع التجارب الناجحة لمدن أخرى مثل الرباط والجديدة وطنجة، حيث شكل العمل التشاركي بين السلطات المحلية والمهنيين أساس نجاح مشاريع مماثلة.
ففي مدينة الجديدة مثلاً، تم إشراك المهنيين منذ البداية في البحث عن موقع مناسب للمحطة، مما ساهم في تحقيق توافق جماعي حول المشروع.
ويرى منتقدو القرار أن استبعاد المهنيين قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة، وقد لا تلبي المحطة الطرقية الجديدة الاحتياجات الفعلية للمواطنين، كما أن غياب الرؤية الشاملة للمشروع قد يؤثر سلبًا على جودته وكفاءته.
من جهة أخرى، تؤكد السلطات المحلية أن المشروع سيتم تنفيذه وفق أعلى المعايير، وأن اختيار الموقع تم بدراسة متأنية، إلا أن هذا التبرير لم يقنع الكثيرين، الذين يرون أن المشاركة الفاعلة للمهنيين هي الضمان الحقيقي لنجاح أي مشروع.
ويرى مراقبون أن هذا الجدل يعكس أهمية الحوار والتشاور في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمشاريع الحيوية، فالمشاريع الكبرى لا تبنى بين ليلة وضحاها، بل تتطلب تخطيطًا دقيقًا ومشاركة واسعة من جميع الأطراف المعنية.
وفي الختام، يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن مكناس من تجاوز هذا الجدل وبناء محطة طرقية حديثة تلبي تطلعات المواطنين؟

تعليقات الزوار