الوداد يفقد هويته في عهد أيت منا

عبدالعالي حسون

عبدالعالي حسون
رحلة الأنا، تنطلق من محاولة تفسير زواج المتعة الذي يجمع بين عشق الكرسي وحب السلطة، إنها علاقة أشبه بكرسي الحلاق، تلك هي المناصب عندما يتقلدها البعض من الناس إلى حين، ثم يترجلون عنها إما قسرًا أو طواعية، فليست لهم الخيرة في ذلك لأن لكل زمن رجال أو نساء!
يعيش فريق الوداد البيضاوي موسما كارثيا، يتجلى فيه تراجع خطير على مختلف الأصعدة، من أداء اللاعبين إلى التسيير الإداري.. مع كل هزيمة جديدة (هزيمة برباعية أمام المغرب الفاسي)، تتسع الهوة بين الفريق وجماهيره التي كانت تأمل في استعادة بريق وداد الأمة هذا الموسم، لكن الواقع يعكس صورة مغايرة تماما.
ما يعاني منه الوداد في هذا الموسم ليس مجرد تراجع في المستوى الفني أو التكتيكي، بل هو غياب كامل للروح الجماعية، فرق كرة القدم تحتاج إلى نوع خاص من الطاقة التي تحفز اللاعبين على العطاء، لكن هذا المكون الأساسي مفقود تماما في الوداد.
اللاعبون يبدون وكأنهم غير قادرين على تقديم المستوى المنتظر منهم، ولا يحملون التحدي نفسه الذي يميز الفرق التي تسعى لتحقيق أهداف واضحة. الروح القتالية التي كان يتسم بها الفريق في مواسم سابقة قد تلاشت، والأداء على أرضية الملعب أصبح يفتقر إلى الحوافز.
كل مباراة يخسرها الفريق تزيد من الضغوطات عليه، وتؤدي إلى تراجع معنوي آخر، في ظل هذا الانحدار الكبير، فإن الفريق أصبح على شفا هاوية ، خاصة وأنه يجد نفسه يفقد نقاط وتراجع جدول الترتيب.
الأرقام تتحدث عن نفسها، حيث عجز الفريق عن تحقيق الانتصارات في العديد من المباريات الحاسمة .
في مثل هذه الظروف العصيبة، من المفترض أن يكون هناك تدخلات سريعة وواضحة من الإدارة ، سواء على مستوى الطاقم الفني أو على مستوى تعزيز الفريق.
لكن الواقع يؤكد أن المكتب المسير يتخبط في اتخاذ القرارات، ولا يمتلك رؤية واضحة لإنقاذ الفريق.. هذا التخبط الإداري يزيد من تفاقم الوضع، حيث إن الفريق بحاجة ماسة إلى قيادة محنكة قادرة على اتخاذ قرارات جريئة وفعالة.
في ظل هذه الأزمة العميقة، يبدو أن الفريق بحاجة ماسة إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد يمكنهم إضفاء الحيوية والروح القتالية المطلوبة.
الوداد لا يمكنه الانتظار أكثر من ذلك، إذا استمر الوضع على حاله، فإن الفريق سيجد نفسه في خطر حقيقي، وهو ما سيكون بمثابة كارثة لكل عشاق النادي وللتاريخ العريق للفريق.
من الضروري أن تتحرك الإدارة بسرعة وفعالية، الحلول يجب أن تكون جذرية: رحيل أيت منا أولا، ثم التغيير في الجهاز الفني قد يكون ضروريا، الانتدابات الفعالة أصبحت ملحة، وضرورة تحفيز اللاعبين وتحفيزهم على استعادة الثقة بأنفسهم أمر لا يحتمل التأجيل.
هنا في مسرح العبث الكبير، حيث الكراسي ليست مجرد أثاث، بل أصنام يُعبدُ لها، تعيد القوى التقليدية مسرحيتها البالية، بوجوهٍ مترهلة وبقايا بريقٍ كاذب، تقف هذه القوى كالعناكب فوق نسيج متآكل، تسعى بكل قواها لإدامة سيطرتها على مساحاتٍ لم تعد ملكًا لها، وحبس كل فكرة جديدة في زنازين النسيان.
زمن السطوة على العقول قد ولى، وأن كل المحاولات لخنق الطاقات الشبابية، هي كمن يحاول إطفاء الشمس بغربالٍ مثقوب، على اعتبار أن الحرس القديم بمشاريعه التقليدية كخطاباته التي يعيد إخراجها إبان كل استحقاق، خاوية ضمائرهم، وهشة أوهامهم بالبقاء أسيادًا إلى الأبد، فلا تترددوا في زيارة أقرب عيادة نفسية لأن عشق الكراسي مرضٌ لا شفاء منه، يستهلك من أصابه حتى يصبح أسيرًا لفكرة البقاء.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد