هبة زووم – متابعات
في مفاجأة أثارت الكثير من التساؤلات، فشلت المفاوضات بين فرنسا والمغرب حول صفقة شراء طائرات رافال الحربية.
ورغم العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين وتقاربهما في العديد من القضايا، إلا أن هذه الصفقة اصطدمت بصخور عدة أدت إلى فشلها.
وأحد أهم الأسباب التي كشفت عنها صحيفة ليكسبريس هو الفارق الكبير في السعر بين ما تدفعه فرنسا لشراء طائرات رافال وما عرضته شركة داسو للطيران على المغرب.
هذا الفارق الكبير أثار استياءً شديداً لدى الجانب المغربي وكشف عن عدم الشفافية في التعامل.
ولم يقتصر الأمر على الفارق في السعر، بل كشف التحقيق أيضاً عن انقسام كبير داخل الفريق الفرنسي المفاوض، حيث عملت شركة داسو للطيران ومديرية التسلح العامة الفرنسية والإليزيه بشكل منفصل، مما أدى إلى تضارب في المصالح وتشتيت الجهود، وبالتالي فشل في إقناع الجانب المغربي.
ولعبت الولايات المتحدة دوراً حاسماً في فشل الصفقة، فبعد أن انسحبت السعودية عن تقديم قرض للمغرب، رفضت فرنسا بدورها تقديم ضمانات مالية، مما فتح الباب أمام الولايات المتحدة لتقديم عروض مغرية للمغرب، خاصة في ظل المنافسة الشديدة بين البلدين على النفوذ في المنطقة.
فشل صفقة رافال، حسب ما أوردته صحيفة ليكسبريس، له تداعيات كبيرة على العلاقات الفرنسية المغربية، وعلى المشهد الجيوسياسي في المنطقة.
فقد أثر سلباً على الثقة المتبادلة بين البلدين، وفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى جدية الشراكة الاستراتيجية بينهما، كما عزز من نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة على حساب فرنسا.
وفي الأخير، يمكن القول إن فشل صفقة رافال هو نتيجة لتداخل عوامل عدة، منها الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
هذا الفشل يطرح تساؤلات مهمة حول مستقبل العلاقات بين فرنسا والمغرب، وكيفية التعامل مع مثل هذه الصفقات المعقدة في ظل المنافسة الدولية الشديدة.

تعليقات الزوار