مقبرة الغفران بالدار البيضاء واقع مؤلم يستدعي التدخل العاجل

هبة زووم – إلياس الراشدي
تعيش ساكنة مدينة الدار البيضاء وضعًا مأساويًا إثر تفاقم أزمة دفن الموتى في مقبرة الغفران، التي تعد أكبر وأهم مقبرة في العاصمة الاقتصادية.
فمنذ أشهر، أصبحت هذه المقبرة مكتظة بشكل غير مسبوق، مما جعل عملية دفن الموتى تتحول إلى معاناة مستمرة للعائلات المكلومة.
وفي ظل تزايد عدد الوفيات وعدم توفر مساحات كافية لدفن الجثامين، تم اللجوء إلى دفن الموتى في أطراف المقبرة وحواشيها، وهي أماكن كانت تستخدم في السابق كمكب للنفايات.
هذه الظروف القاسية جعلت عملية دفن الموتى تتحول إلى مشهد مؤلم، حيث تتعرض جثث الموتى للدفن في أماكن مليئة بالأزبال والأكياس البلاستيكية، مما يعتبر انتهاكًا لحرمة الموتى وإهانة لأسرهم التي تتكبد عناء فقدان الأحباء.
الصور المؤلمة التي تلتقطها أعين المشيعين أثناء عملية دفن الموتى بين الأزبال تثير تساؤلات عديدة حول غياب التدابير اللازمة لتوفير مكان لائق للدفن.
ورغم إعلان مجلس المدينة في عام 2017 عن مشروع لإنشاء مقبرة جماعية جديدة للتخفيف من معاناة المواطنين، فإن هذا المشروع لم يجد طريقه إلى التنفيذ حتى اليوم.
هذا الوضع المأساوي يستدعي تدخلًا عاجلًا من الجهات المعنية لتوفير مكان جديد لدفن الموتى، مكان يحترم حرمة الأموات ويضمن للمواطنين كرامتهم في هذه اللحظات العصيبة.
فلا ينبغي أن تكون مدننا مجرد أماكن للعيش للأحياء، بل يجب أن تكون كذلك أماكن تكريم للذكريات والأرواح التي رحلت.
اليوم، يجب أن يكون مشروع المقبرة الجماعية على رأس أولويات المسؤولين، حتى لا تستمر معاناة سكان الدار البيضاء في غياب الحلول الجادة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد