مستشارات يقُدن ثورة ضد تسيير العمدة ليموري ويوجهن انتقادات لاذعة داخل مجلس طنجة

هبة زووم – جمال البقالي
شهدت الدورة العادية لمجلس مدينة طنجة، المنعقدة يوم الخميس 6 فبراير 2025، نقاشًا ساخنًا كشف عن تصدعات عميقة داخل الأغلبية المسيرة، حيث وجّهت عدد من المستشارات انتقادات لاذعة لطريقة تدبير العمدة منير ليموري لشؤون المدينة، مما يعكس هشاشة التحالف الذي يقود المجلس.
مستشارات يتحوّلن إلى معارضات شرسات
عرفت الجلسة مداخلات قوية من بعض المستشارات اللواتي كنّ إلى وقت قريب محسوبات على المكتب المسير، غير أنهن ظهرن هذه المرة في موقع المعارض لسياسات العمدة.
وفي هذا السياق، فجّرت المستشارة سمية العشيري، عن حزب الاستقلال، جدلاً واسعًا من خلال انتقادها اللاذع لأسلوب تسيير المجلس، معتبرةً أن سوء التدبير وانعدام التنسيق بين مكونات الأغلبية بات واضحًا.
وقالت العشيري في مداخلتها المثيرة: “نحن فاشلون في تلميع صورتنا، فاشلون في إيهام الشارع بأننا متجانسون، رغم أن أجسادنا ينخرها الخلاف”.
وأوضحت العشيري أن المجلس يعاني من انعدام رؤية واضحة في تنزيل القرارات، مشيرةً إلى أن بعض المشاريع العالقة كان من الممكن أن تحلّ مشاكل كبرى تعاني منها المدينة، لولا سوء التدبير والمماطلة.
كما سلطت العشيري الضوء على مشاريع البنية التحتية المتعلقة بالإشارات الضوئية وكاميرات المراقبة وتنظيم مواقف العربات، مؤكدة أن هذه المشاريع كانت جزءًا من اتفاقية صادق عليها المجلس، لكن تنفيذها ظل رهينًا بتأخيرات غير مبررة.
وانتقدت العشيري نهج العمدة في التعامل مع هذه الملفات قائلة: “الاتفاقية خرجت من المجلس، فلماذا تعطّلت؟ نحن هنا لننجز مشاريع ذات حلول آنية، ومدينة طنجة اليوم لم تعد تحتمل المزيد من الفوضى”.
سلوى الدمناتي: “لا يجب أن نكون كالأطرش في الزفة”
من جهتها، لم تتوانَ المستشارة سلوى الدمناتي، عن حزب الاتحاد الاشتراكي، في توجيه انتقادات شديدة اللهجة إلى العمدة، معتبرةً أن سياسة الصمت والتأجيل التي ينهجها تهدد مصداقية المجلس أمام الساكنة.
وقالت في مداخلتها: “من حقنا كمستشارين أن نحصل على إجابات واضحة حول المشاريع العالقة، لا يجب أن نكون كالأطرش في الزفة!”
وأكدت الدمناتي أن مشروع الإشارات الضوئية الذي كان من المفترض أن يكون قيد التنفيذ منذ أشهر لا يزال يراوح مكانه، رغم الحاجة الملحّة إليه لتنظيم حركة السير في المدينة، مضيفةً: “هذه الملفات لا يمكن أن تبقى عالقة إلى ما لا نهاية، والساكنة تنتظر حلولًا عملية، وليس مزيدًا من التسويف”.
هشاشة التحالف وأزمة الثقة
أظهرت هذه الدورة بوضوح مدى هشاشة التحالف الذي يقود مجلس طنجة، إذ باتت أصوات الانتقاد تتعالى من داخل الأغلبية نفسها، مما يعكس حالة من التململ وعدم الرضا عن أسلوب تدبير العمدة منير ليموري.
ويبدو أن المجلس مقبل على مرحلة صعبة، قد تشهد مزيدًا من الانقسامات، خصوصًا في ظل تصاعد الضغوط الشعبية المطالبة بحلول ملموسة لمشاكل المدينة المتفاقمة.
فهل ستكون هذه الدورة بداية لمرحلة جديدة من الاصطفافات السياسية داخل المجلس؟ أم أن العمدة سيعيد ترتيب أوراقه لتجاوز هذه العاصفة؟؟؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد