من نابولي إلى تورينو.. سباليتي يبدأ مغامرته الجديدة مع السيدة العجوز

هبة زووم – حسون عبد العالي
في خطوة لفتت أنظار عشاق الكرة الإيطالية، أعلن نادي يوفنتوس، اليوم السبت، عن تعاقده رسميًا مع المدرب المخضرم لوتشيانو سباليتي لقيادة الفريق الأول حتى 30 يونيو 2026، في محاولة لإعادة “السيدة العجوز” إلى منصات التتويج بعد سنوات من التذبذب الفني.
ويأتي هذا التعيين في لحظة مفصلية بالنسبة للنادي، الذي يسعى لاستعادة هويته الكروية ومكانته التاريخية في المنافسات المحلية والأوروبية، بعد مرحلة من الشك والنتائج المتذبذبة.
ولد سباليتي سنة 1959 بمدينة سيرتالدو في مقاطعة فلورنسا، وهو اسم لا يحتاج إلى تعريف في كرة القدم الإيطالية، إذ راكم خلال ما يقارب ثلاثة عقود من التدريب تجربة ثرية بين الملاعب الإيطالية والأوروبية. بدأ مسيرته مع نادي إمبولي، الذي قاده لتحقيق إنجاز الصعود من دوري الدرجة الثالثة إلى الأولى، مفتتحًا بذلك مسارًا استثنائيًا في عالم التدريب.
برز اسم سباليتي مع أودينيزي مطلع الألفية الجديدة، حين قاد الفريق للتأهل إلى البطولات الأوروبية ثلاث مرات متتالية، وبلغ معه دوري أبطال أوروبا موسم 2004-2005، وهو إنجاز نادر في تاريخ النادي. هذا النجاح فتح له الباب لتولي تدريب روما، حيث بصم على مرحلة ذهبية توج خلالها بلقبي كأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي، وأعاد للفريق شخصية المنافس العنيد على الألقاب.
وعلى الصعيد الخارجي، خاض سباليتي تجربة مميزة مع زينيت سانت بطرسبرغ الروسي، حيث نال لقب الدوري مرتين، إلى جانب كأس روسيا وكأس السوبر، ليعود بعدها إلى الكالشيو عبر بوابة إنتر ميلان، قبل أن يكتب واحدة من أروع صفحات مسيرته مع نابولي، حين توّجه بلقب الدوري الإيطالي موسم 2022-2023، منهياً صياماً دام أكثر من ثلاثة عقود.
تجربة سباليتي الأخيرة مع المنتخب الإيطالي منحته بعداً جديداً في شخصيته التدريبية، حيث قاد “الآتزوري” في مرحلة انتقالية صعبة، قبل أن يقرر خوض تحدٍّ جديد مع نادي بحجم يوفنتوس.
وفي بيان رسمي، قال النادي: “يسعدنا أن نرحب بمدرب يتمتع بخبرة واسعة وشخصية قوية ضمن عائلة البيانكونيري. مرحبًا بك في يوفنتوس ونتمنى لك التوفيق في رحلتك الجديدة، أيها المدرب”.
ويرى محللون أن تعيين سباليتي يأتي في إطار رهان استراتيجي من إدارة يوفنتوس على مدرب يجمع بين الانضباط التكتيكي والخبرة النفسية في التعامل مع النجوم، خصوصًا في ظل حاجة الفريق إلى إعادة التوازن بين الأداء الدفاعي والهجومي.
ويرى المتابعون أن نجاح التجربة سيعتمد على قدرة سباليتي على إدارة غرفة الملابس واستثمار الجيل الجديد من المواهب، خاصة بعد مرحلة تراجع فيها تأثير “البيانكونيري” على المستوى القاري.
وبين من يعتبرها عودة الحكيم إلى الميدان ومن يراها مغامرة أخيرة في مسيرة مدرب ناضج، تبقى الأنظار موجهة إلى تورينو لمعرفة ما إذا كان سباليتي سينجح في كتابة فصل جديد من المجد الأبيض والأسود.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد