128247
في قديم الزمان عاش تاجر ثري جدا، و لصيته الذي داع في جميع ارجاء المملكة، بذكائه الحاد و حسن تدبيره و حكمته.
.
.
قربه ملك ذلك الزمن منه و جعله المسؤول الاول عن المملكة.
.
.
و قد تمثز هذا التاجر كذلك بطرقه الفعالة و الذكية في التعامل مع الناس مع احتفاظه بشخصية الرجل البسيط السعيد.
و جاء يوم حفل زفاف ابنة التاجر، الذب رتب استقبالا فخما بليق بالملك و الملكة و الاسرة المالكة باكملها و كذلك بقية المدعوين الى الحفل.
.
.
وخلال هذا الاستقبال،حرص التاجر علي ان يوفر كل ما يحتاجه ضيوفه كما قدم لهم الهدايا ليبين لهم مدى سعادته لقبول دعوته إلى حفل زفاف ابنته.
.
.
فجأة رأى التاجر واحدا من خدم الملك ضمن هؤلاء الضيوف مدعوا الي حفل الزفاف هذا، يل أخذ مقعدا كان محجوزا في الاصل لاحد نبلاء الاسرة المالكة، مما اثار غضب التاجر و جعله يطلب من خدمه أن يلقوا به خارج القصر، و فعلا أخرجوه بطريقة مهينة.
رأي الخادم الملكي في هذا التصرف إهانة كبيرة له، و لم يستطع النوم طوال الليل، كل ما كان يشغل فكره هو الانتقام من هذا التاجر المتغجرف باي شكل، و بات يفكر ماذا يمكنه ان يفعله حتى يقوم بايذاء شخص قوي مثله، حتى اهتدى الى خطة للانتقام من التاجر.
و حينما كان ذلك الخادم ينظف الارض قرب سرير الملك في الصباح الباكر، و لاحظ ان الملك كان لا يزال في السرير، نصف مستيقظ ،ثمخ بدأ في تنفيذ خطته، و بدأ يهمهم قائلا ” كيف يجرؤ هذا التاجر على معانقة الملكة بهذا الشكل، الملك.
.
.
ياله من شخص مسكين لانه يحب و يقدر شخصا مثله “.
حينما سمع الملك هذا الكلام قفز من على سريره و اخذ يسأل الخادم قائلا “هل هذا صحيح؟ هل شاهدت التاجر و هو يقوم باحتضان الملكة بنفسك “؟ و هنا تراجع الخادم عند قدمي الملك قائلا ” يا سيدي، أرجو المعذرة انا فقط اشعر بالنعاس لانني لم انم الليلة الماضية، و لا اعرف ماذا كنت اقول من الاساس، و لكني اذا قلت شيئا غير لائ، اطلب من جلالتك ان تغفر لي “.
لم يتحدث الملك بكلمة بعد ذلك، و لكن الخادم عرف جيدا انه قد زرع بذور الشك في قلب الملك ناحية التاجر، و بالفعل فكر الملك أن لذلك يمكن ان يكون صحيحا، فالخادم يتحرك داخل القصر بحرية، و كذلك يفعل التاجر، ومن الممكن جدا ان يكون الخادم قد شاهد شيئا.
و بدأ الملك يشعر بالغضب الشديد و الغيرة، و قرر ان يقوم بسحب كل اختصاصات التاجر، حتى انه امر بمنعه من الدخول إلى القصر.
و جاء التاجر الى القصر محاولا رؤية الملك, منعه الحراس من الدخول و أوقفوه عند البوابه،و أخبروه أن هذه أوامر الملك.
.
.
لم يفهم التاجر ماذا حدث و ما هو سبب هذا التغيير المفاجئ الذي جعل الملك ينقلب عليه بهذا الشكل، و في نفس التوقيت كان الخادم المنتقم في مكان قريب، و صاح ساخرا على الحراس ” ايها الحراس اقبضوا علي هذا التاجر و اعتقلوه او حتي تخلصوا منه كما فعل معي في زفاف ابنته “، و قال للتاجر: “حذار ان تفعل شيئا مثل هذا ثانية فقد تعاني يوما ما من نفس المصير.
عند سمع التاجر هذا الكلام، ايقن ان للخادم يدا في في كلما حدث بطريقة او باخرى، ثم عاد أدراجه و خو نادم و حزين.
و بعدما فكر التاجر في كلما حدث، قام بدعوة الخادم الملكي إلى منزله، و عامل الخادم هذه المرة بكل التقدير و الاحترام، و قام باعطائه الكثير من الهدايا و الملابس و المجوهرات و قال له التاجر بلطف: “يا صديقي، في ذلك اليوم لم اكن اقصد طردك بسبب غضبي من وجودك، و انما كان من غير اللائق منك ان تشغل مقعدا مخصصا لاحد نبلاء الاسرة المالكة، فشعرت بالإهانة لهذا النبيل، لذلك طلبت منهم اخراجك بالاكراه، و ارجو منك ان تغفر لي هذا الخطأ “.
و قتها شعر الخادم بالفرح الشديد و قال للتاجر: ” لقد سامحتك يا سيدي، و اعرب عن ندمه و عن تقديره و احترامه له” ، و طمأن الخادم التاجر بانه سيقوم باصلاح ما افسده و سيجعل الملك يرجع كما كان معه.
و في وقت مبكر من صباح اليوم التالي، دخل الخادم غرفة الملك من جديد ، و كان الملك نصف مستيقظ، و عندما جاءت الفرصة المناسبة، بدأ الخادم يتحرك حول سرير الملك و بدأيهمهم ثانية، قائلا: “لدينا ملك مجنون، يأكل الخيار في المرحاض “، عندما سمع الملك هذا جن جنونه، و نهض غاضبا و صرخ في الخادم قائلا ” ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه، لو لم تكن من الخدم الملكي، لقمت بمعاقبتك معاقبة صارمة، هل سبق لك ان رأيت شيئا من هذا القبيل بنفسك، و هنا انخفض الخادم مرة اخرى على ركبتيه قائلا للملك “يا جلالة الملك، ارجوك اغفر لي إذا قلت شيئا غير لائق، فانا أشكو من الارق و لا انام جيدا و اشعر بالنعاس الشديد و انا لا اعرف ما قلته للتو” و لكني اذا قلت شيئا غير لائ، اطلب من جلالتك ان تغفر لي “.
اخذ الملك يفكر و يكلم نفسه قائلا: ” انا لا أكل ابدا الخيار في المرحاض، فما كان يتمتمه عني هذا غير صحيح بل و يبعث على السخرية، و مما لا شك فيه ان الكلام الذي قاله عن التاجر كان غير صحيح ايضا، و انه من غير اللائق إساءة معاملة التاجر بدون ذنب ارتكبه، و قال لنفسه كيف لي ان اعامله بسوء بعد كل ما كان يفعله في النظام الإداري كله، فانا من دونه لا استطيع ان ادير هذه المملكة ” و هكذا، و بعد ان نظر الملك بعناية للامر، دعا التاجر إلى القصر و اعاد له منصبه.
و العبرة هنا من القصة الا نحقر مخلوقا مهما كبر شأنه أو صغر.
.
.