هبة زووم – محمد أمين
يتفنن بعض أعوان المراقبة بالدرك الملكي في وضع الرادارات المحمولة في أماكن “مدروسة”، خلف شجرة زيتون، وسط خيمة، داخل حائط مهجور، أو حتى خلف سيارة “عاطلة” تابعة لهم، تنتظر فريستها لتومض بعيونها الحمراء وتصرخ فيك، أُمسِكتَ أيها المسرِع!
هل تعلم عزيزي المواطن أن بعض الرادارات المحمولة بوجدة تشتغل بتقنية التخفي أكثر من طائرات التجسس؟ وأن العون الذي يسجل المخالفة قد لا يكون هو من عاينها، لكنه يوقّع المحضر نيابة عن زميله الذي كان مشغولا بـ”التسديد والتصويب” من وراء شجرة أكاسيا؟!
مدونة السير تنص على إجراءات صارمة تضمن عدالة المعاينة، لكنها تُخترق أحيانا بشكل يثير التساؤل: هل نحن أمام محاولة لحماية الأرواح، أم مجرد سباق نحو مداخيل إضافية لخزينة الدولة، بوسائل تصلح أكثر في كمائن غير قانونية؟
لسنا ضد المراقبة، ولسنا مع الفوضى، لكن ما نريده هو الاحترام المتبادل، المواطن يحترم السرعة، والدولة تحترم حقه في المعاينة النزيهة. أما الرادار المتخفي، فهو ليس “وسيلة ردع”، بل “خدعة بيروقراطية”، تزيد من فقدان الثقة، وتحوّل الطريق إلى مسرحية عبثية بطلها: الشرطي أو الدركي المختبئ والسائق المسكين.
سؤال وجودي لا جواب له، فهي – على ما يبدو – من نوع “اللافتات المتنقلة”، تظهر حين تكون الكاميرا حاضرة وتختفي حين يكون العون في مزاج انتقامي!
الأغرب – والألذ في هذه المهزلة – أن بعض المحاضر تُبنى على صور وشهادات يتم تبادلها عبر تطبيقات التراسل الفوري.
ولكن أن تتخيل أن تُسجَّل ضدك مخالفة بناء على “سكرينشوت” من مجموعة واتساب فيها ضابط يخبر زميله “صاحب الميرسيديس داز، سير سجل عليه مخالفة”، فهل أصبحنا اليوم في عهد “محاضر الواتساب الرسمية”؟
تعليقات الزوار