الدارالبيضاء: حيتان جائعة تنتظر الفرصة بعمالة مقاطعة الحي الحسني أمام ضعف العاملة بنشويخ الذي أصبح ظاهرا للعيان
هبة زووم – محمد خطاري
المتابع للمشهد السوريالي الراهن بالدارالبيضاء يدرك نوع الحطام السياسي السائد على مسرح الأحداث، حيث منتخبون ورجال السلطة لا تطيق أي شكل من أشكال الانتقاد والأعمال الجادة على ملامسة حاجيات المواطنين عن قرب كما هو معمول به في المدن الأخرى.
المنتخبون بالدارالبيضاء اليوم لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالواقع البيضاوي نتيجة الأسباب والبنية التي أنتجت هولاء الذي نجحوا بطرق أصبحت معروفة لدى الجميع، ومن يطلع على قائمة المنتخبين في العاصمة الاقتصادية سيرى ذلك بكل وضوح.
وهذا العبث لم يأت من فراغ، حيث تقف خلفه حزمة من العوامل والدوافع والتي تفضي في نهاية المطاف إلى تشتت الضمائر وأسس الأخلاق وضياعها ومن ثم انسيابها إلى أجواف البحث عن المصالح النفعية الذاتية للمنتخبين، وفي مثل هذه الشروط غير المتوازنة ينكمش الأمل لدى المواطن البيضاوي في الحصول على عيش كريم بما للكرامة من معنى.
من هنا أتساءل ماذا سيقع في هذه المدينة بعد اعتقال الناصري، لأن الوالي السابق حميدوش أخطأ في إخراج سليم للعملية الانتخابية الأخيرة، مما أنتج حيتان جائعة تنتظر الفرصة، وكمثال على ذلك ما وقع بالحي الحسني، حينما دخلت أموال الحرام لصالح برلماني رأسماله شيكاته فقط، ويعلم الله من أين أتت.
مر وقت طويل على عمالة مقاطعة الحي الحسني وهي تتبادل الأدوار في مسرحية الديموقراطية التي جلست ساكنة العمالة متفرجة فيها، فبالرغم من المشاكل والفواجع والمحن التي يتخبط فيها المواطن لم يحصل على إلتفاتة جدية من قبل العاملة بنشويخ في هذه العمالة.
لكن والحق يقال فإن الوالي امهيدية خرج عن صمته ونزل للشارع ليلعب دور عمال المقاطعات ويبدع في الأفكار ويتنقل بينها بحثا عن الحقيقة ليصون كرامة المواطن ويحافظ على الملك العام.