هبة زووم – الحسن العلوي
إن ما يقع هذه الأيام بمقاطعة الحي الحسني، ظاهرة تجاوزت معرفة الخوارزميات والألغوريثمات ومنطق الاحتمال الرياضي، إلى منطق تحكمه ماكينات انتخابية، أبانت في أكثر من مرة أنها قادرة على خلق الفارق، سواء بتوظيف أموالها أو بتوظيف ذهائها السياسي أو عن طريق لوبي يدير ساسة المدينة من وراء الستار خدمة لأجنداتهم الاقتصادية والتجارية.
مشكلتنا نحن ساكنة مقاطعة الحي الحسني أننا نعيش في مكان واحد لكننا لا نعيش في زمان واحد، نعيش تحت سماء واحدة لكننا لا نعيش تحت سقف قانوني واحد، نعيش في جغرافية واحدة لكننا لا نعيش حياة واحدة ولا حتى في أحلام بعضنا البعض، مع تواجد عاملة من حجم بنشويخ التي في عهدها أصبح كل شيء موضوع في ميزان مدونة التجارة.
تطورات جديدة ومتجددة تعرفها قضية التسجيلات الصوتية حول شراء أصوات النيابة السادسة بمقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء.. التي يتهم مستشارتان، و من غير المستبعد أن يتم الاستماع أيضا إلى الموثق نفسه، طالما أن هناك أنباء تحدثت عن فرضية الإشارة إلى إسمه في إفساد العملية الانتخابية في أكثر من محطة انتخابية عبر إغراء الناس الذين يعانون من الهشاشة..
نعيش في مقاطعة واحدة ولا نعيش في نفس البيئة الواحدة بيئة العدالة، لأن السيدة العاملة اختارت الجهة الرابحة للاصطفاف إلى جانبها، نعيش في مدينة واحدة لكن نتحرك بسرعتين او اكثر هذا بالنسبة للذي يركب فوق عجلات، أما الذي لا يملك حتى (بيكالا) فهو خارج هذا الإحصاء.
نعيش بنفس بطاقة التعريف الوطنية لكن لا نعيش بنفس البطاقة البنكية، هذا بالنسبة للذي له اشتراك في بنك اماً الآخر فلا نتحدث عنه هنا.
آخر الأنباء تقول إن حبل المشنقة صار ربما أقرب إلى الموثق الذي يريد أن يكون وزيرا، فقط لأنه راكم المعلوم في زمن الفيلا المعلومة التي “تخرج” منها كثيرون وكثيرات..
هنا في مسرح العبث الكبير، حيث الكراسي ليست مجرد أثاث، بل أصنام يُعبدُ لها، تعيد القوى التقليدية مسرحيتها البالية، بوجوهٍ مترهلة وبقايا بريقٍ كاذب، تقف هذه القوى كالعناكب فوق نسيج متآكل، تسعى بكل قواها لإدامة سيطرتها على مساحاتٍ لم تعد ملكًا لها، وحبس كل فكرة جديدة في زنازين النسيان.
لا نريد ان نصل إلى صرخة الكاتب المصري الساخر جلال عامر رحمه الله الذي قال او بالأحرى صرخ: “إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يهاجر فوراً”.

تعليقات الزوار