الدارالبيضاء: ظل الناصيري يطل على العامل دادس الذي يريد توريط الوالي امهيدية؟
هبة زووم – إلياس الراشدي
فصل أخر من فصول العبث والفوضى تعيشها ولاية الدارالبيضاء، خصوصا عندما اختار بعض العمال الركوب على نجاحات الوالي امهيدية، كما هو حال العامل عزيز دادس، الدي بدأ يدعي شريف ونسي أنه كان نتاج الفيلا المعلومة، وإهانة لذكاء البيضاويين وجهلا تاما للأعراف والقوانين المعمول بها، فكيف نرجى الخير من أناس أول ما بدؤوا به مسيرتهم لإنقاذ المدينة، كما يزعمون هو خرقهم للقانون.
وهنا تذكرت حكاية واقعية من أرشيف القضايا التي عرضت على المحكمة في هولندا قبل سنوات. تقول حيثيات القضية إن مستثمرًا هولنديًّا يملك محلًا للدعارة والقمار بالعاصمة أمستردام رفع دعوى قضائية ضد خصمه راعي كنيسة، الذي كان يدعو على محل جاره في كل صلاة بالحرق والتدمير وبالويل والثبور، لأن محل الدعارة والقمار الموجود إلى جانب الكنيسة يسيء إلى بيت الرب، وإلى المؤمنين الذين يقصدون الكنيسة كل أحد على قلتهم.
فكان القس في كل عظة له يدعو على المحل – دون صاحبه بالطبع – بالدمار والحرق، حتى جاء يوم اشتعلت النيران في مبنى اللهو هذا، فأتت عليه كليًّا، فاعتبر صاحب المحل أن السبب الحقيقي وراء إشعال النار في المحل المخصص للهو هو دعاوى القس التي صادفت الاستجابة من الله .
وقف تاجر المتعة ووكيل الرب في الكنيسة أمام القاضي للاستماع إلى حجة كل واحد منهما، فقال التاجر، وكان قبل هذا التاريخ ملحدًا لا يؤمن بشيء من دين ولا وحي ولا إله ولا رسل: “إن دعاء القس كل يوم أحد في عظاته على تجارته ومحله هو السبب في إشعال النار في المبنى، وأنه يطالب بالتعويض المادي وبسجن القس على جريمته”.
أما رجل الدين، فأنكر أن تكون دعواته هي السبب في إحراق مبنى الغواية وتجارة الجنس، وأن الله لا يستجيب إلى هذا النوع من الأدعية، ولو جاءت على لسان رجل دين مكلف بالوساطة بينه وبين مجتمع المؤمنين.
وقف القاضي حائرًا بين ملحد يؤمن بقدرات الرب على إحراق مبنى الغواية، ورجل دين يكفر بإرادة الله وقدرته على الاستجابة لدعوات رجال الدين وتخليص مؤمنيه مما يبعدهم عن طاعته ويقربهم من معصيته، ثم تنحى عن البت في القضية لأن عقله القانوني والقضائي لم يستوعب هذا التناقض.
هذا ما يقع للوالي مهدية بين العامل دادس والساكنة الذين يتهمونه يإغراق عمالة مقاطعات أنفا بفاسدين، بالسماح لهم في الصعود إلى “بوديوم” التسيير في انتخابات 8 شتنبر، ولا أحد ينكر سطوة الناصري على دادس وكيف كان يلتقيان في المكان المعلوم.