برلماني من الرباط يطرح سؤال حول معاناة ضحايا الحوز والساكنة تتساءل أين اختفى نواب الإقليم الذين دفع بهم العامل بنشيخي
هبة زووم – أبو العلا العطاوي
يبدو أننا أصبحنا اليوم أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى وقفة تأمل عميقة في طبيعة المشهد السياسي بإقليم الحوز، الذي رسمه العامل رشيد بنشيخي ونوعية الفاعلين فيه، والبحث عن حلول لتجاوز حالة الطلاق الرجعي التي حدثت بينهما، وفضح ذلك العزوف الذي أوقع الشقاق بينهما، والذي تسبب في انسحاب غير مبرر لعدد من ممثلي الأمة عن الشأن العام، وانزوائهم لقضاء مآربهم وتكليف آخرين لتلميع وجوههم في العالم الافتراضي.
قد يقول البعض، مثلما جرى في مناسباتٍ سابقة، إنّ مثل هذه المؤاخذات النقديّة تعكس نفسية تشاؤمية، لا ترى من الألوان الزاهية إلا الأسود، بل إنها، في رأي معارضيها، معركة موجَّهة ومخدومة، بينما يؤكد الواقع، للأسف، غياب تمثيلية برلمانية حقيقية يمكنها تشكيل دراع للترافع على الملفات الحارقة لإقليم الحوز لدى مختلف القطاعات الحكومية والمؤسسات المنتخبة محليا، إقليميا وجهويا، وذلك بهدف جعل الإقليم في صلب السياسات العمومية، حتى ينال حقه من الاستثمار العمومي.
إن ما يقع بإقليم الحوز، يحيلني على ذكريات الصبى عندما كنا نلعب “مدينة الأصنام لا تتكلم ولا تتحرك”، واليوم بمنطق المتتبع الحالم بغد أفضل، وقفت على مدينة صماء بكماء لا أفهم ما يجري داخلها، ففي الوقت الذي يجب أن يمارس فيه نواب الأمة دورهم كاملا بعيدا عن حجية ” أنا اختصاصي كبرلماني هو التشريع”، وتملأ الفراغ الموجود، وتكون صدى صوت الشعب، وتترافع على قضاياه الحقيقية، وتنقلها إلى قلب المؤسسات الرسمية، وتقدم البدائل وتملأ الساحة، أو على الأقل تساهم من راتبها السمين وتعويضاتها السخية لدى هياكلها وجمعياتها الحزبية لتأطير المواطنين، وتكشف لهم ما خفي عنهم…
لا نسمع، حاليا، لمعظم هؤلاء البرلمانيين صوتا، فما السر يا ترى وراء هذا الوضع المقزز؟؟؟ هل إقليم الحوز يعيش غياب الفاعل السياسي أمام ظهور الكائن الإنتخابي الذي يظهر تزامنا مع كل استحقاق؟ أم سوء تدبير العامل رشيد بنشيخي لانتخبات 8 من شتنبر أعطى مفعوله.
بحيث وجه نائب برلماني نبيل الدخش عن حزب الحركة الشعبية عن الدائرة الانتخابية الرباط – المحيط، سؤالا كتابيا إلى وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، حول “التأخر المسجل في صرف الدفعات المخصصة لإعادة إيواء ضحايا زلزال 8 شتنبر”.
بعد مرور أكثر من سنة على وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز في 8 شتنبر 2023، لا تزال العديد من المناطق المتضررة تعاني من تبعات هذه الكارثة الطبيعية، خاصة فيما يتعلق بإعادة بناء المنازل التي دمرت بالكامل.
بالرغم من الوعود الرسمية ببدء برنامج إعادة الإعمار بشكل سريع وفعال، إلا أن الواقع يشير إلى أن هناك بطءا كبيرا في تنفيذ هذا البرنامج، مما ترك العديد من الأسر في ظروف صعبة، خصوصا مع التحديات المناخية القاسية التي تواجهها في فصل الشتاء.
وأورد الدخش أن هذا التأخر في صرف الدفعات المخصصة لإعادة البناء يثير العديد من التساؤلات حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة وآليات تنفيذ البرامج المخصصة لإعادة تأهيل المناطق المتضررة، في وقت يعاني فيه السكان من غياب الاستقرار، سواء في المجال السكني أو في خدمات الصحة والتعليم.
كما ساءل الوزيرة المعنية عن الإجراءات العاجلة التي ستتخذها الحكومة لتسريع عملية صرف الدفعات المخصصة لإعادة بناء المنازل المتضررة، وعن خطوات معالجة الاختلالات الإدارية التي تعيق تنفيذ هذا البرنامج.