سيدي قاسم: العامل الحبيب ندير “الفقيه لي نترجاو بركتو..” يدخل الإقليم موسوعة غينيتس للأرقام القياسية في الفشل

هبة زووم – الحسن العلوي
هل أتاك حديث ما يقع بإقليم سيدي قاسم؟ فالعامل، والمحسوب خطأ على وزارة لفـتـيـت، والممتطي لكرسي المسؤولية ردحا من الزمن بدون نتائج تذكر، سوى اعتماده على ما اصطلح عليه بالدارجة المغربية “الجبهة والسنطيحة”.
ومنذ تاريخ حلوله بعمالة سيدي قاسم، كان ولا زال غير مرحب به من طرف المواطن القاسمي البسيط، ومطلوب من طرف أصحاب المال والجاه والنفوذ، حيث اختار الانزواء في مكتبه المكيف لا يحرك ساكنا أمام مشاكل الإقليم التي لا تعد ولا تحصى، وتاركا منتخبيها يعيثون فسادا في مالية الجماعات دون أن يتدخل كسلطة وصاية لإيقاف العبث الذي تعيش على وقعه أغلب جماعات الإقليم..
وخلافا للأصل، الذي يجعل من رجل السلطة نبراسا للخلق والعطاء، ونموذجا يحتدى به بين العامة والخاصة، نجد صاحبنا قد أصطف إلى جانب منتخبين بالإقليم، ليقفوا جميعا كمتفجرين على حريق سيأتي على الإقليم لن يستثني شيئا فيه.. فالظاهر للعيان، أن العامل أثبت فشله على جميع الاصعدة، وهو ما أصبح يستدعي التصدي له قبل فوات الآوان تطبيقا للديمقراطية منهجا وسلوكا..
ما يقع بسيدي قاسم يذكرنا، عندما وقف نيرون في شرفة قصره يتمتع برؤية روما وهي تحترق بكامل مجدها، كان يقف إلى جانبه مرافقه الفيلسوف رينون، فسأله نيرون كيف وجد منظر روما وهي تحترق، فقال له الفيلسوف: “إذا احترقت روما فسيأتي من يعيد بناءها من جديد، وربما أحسن مما كانت عليه، لكن الذي يحز في نفسي هو أنني أعلم أنك فرضت على شعبك تعلم شعر رديء فقتلت فيهم المعاني، وهيهات إذا ماتت المعاني في شعب أن يأتي من يحييها من جديد”.
تذكرت هذه الحكاية التاريخية وأنا أتأمل حال مدينة سيدي قاسم اليوم. ففهمت أن ما وصلت إليه من الفوضى على مختلف المستويات مردها ما جاد به المثل المغربي “الفقيه لي نتسناو بركتو دخل للجامع ببلغتو”، يعني أن مشكلتنا الحالية في مدينة سيدي قاسم ليست اقتصادية ولا سياسية، وإنما بفعل المسؤولين الذين لم يقدروا المسؤولية حق التقدير، خان من وضعهم سوء الاختيار، ربما بسبب كونهم معينون بالمنطاد، على حساب الجدارة.
ولعل أبلغ ما يلخص المعاني السالفة، ما قاله محمود درويش في إحدى قصائده الرائعة حول موت المدن وخلود المعاني: “نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل، وحبوب سنبلة تموت فتملأ الوادي سنابل…”.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد