هبة زووم – محمد أمين
إن الرصد اليومي لواقع الإدارة المغربية بالناظور يوحي بسطوة السلطة واستمرار استعلاء بعض القائمين عليها، واشتغالهم بمزاجية متجاوزة، ووفق ممارسات منبوذة ومشوبة بالتجاوزات، ونمطية مفتقرة لكل مبرر.
مدينة الناظور كتب على فئة من سكانها التشبث بأحد الكراسي في قاعة الانتظار، بينما تعيش فئات أخرى، على جرعات الأنسولين والسيروم مما استحوذت عليه من عقارات ومشاريع والتحكم في أزيد من أربعين سنة من مسقبل مدينة الناظور.
مدينة على الورق حولها الفقر والعبثية وضعف التسيير وانسحاب هيبة الدولة إلى بؤرة سوداء، وجعل منها جزيرة للعبث والاستهتار بالقوانين، في زمن تشهد في المدن المغربية ثورة تنموية شاملة.
موقعها الجغرافي بين القطب الاقتصادي والقطب السياحي، جعل الحلم مشروعا، لدى عدد من سكانها، في الانتقال بالناظور من مجرد جماعة الناظور بمظاهرها القروية (تجول الدواب، الكلاب الضالة، ضعف الإنارة، غياب مرافق ترفيهية وثقافية…) إلى قطب تنموي هام ومنطقة صناعية غير ملوثة تشغل جيشا كبيرا من العاطلين وتوفر مداخيل مالية للتنمية المحلية، قبل أن يستحيل هذا الحلم إلى غبار تذروه رياح الجشع واستئساد لوبيات الفساد وتحالف بعض من أصحاب التدبير مع مافيات العقار التي استعمرت المدينة واحتلت جميع أطرافها.
ممثل الإدارة الترابية العامل الشعراني رفع الراية البيضاء أمام سرطان محاربة التغيير الذي ينخر كل مبادراته الإصلاحية، فمنذ وطأت قدمه تراب الإقليم لم يغمض له جفن وظل يتنقل بين الأزقة والشوارع قصد رصد الخصاص، ونهج سياسة القرب من المواطن، والسهر شخصيا على عدة مشاريع، لكن بالمقابل فشل أمام المفسدين الذين حولوا كل مبادراته ومشاريعه التنموية إلى كعكة توزع على المحظوظين، ونخص هنا بالذكر رئيس قسم العمل الاجتماعي دون نسيان قسم التعمير.

تعليقات الزوار