الوالي الجامعي تاجر شاطر لا يصلح للعاصمة العلمية
هبة زووم – الحسن العلوي
مدينة فاس كتب على فئة من سكانها التشبث بأحد الكراسي في قاعة الانتظار، بينما تعيش فئات أخرى، على جرعات الأنسولين والسيروم مما استحوذت عليه من عقارات ومشاريع والتحكم في أزيد من أربعين سنة من مسقبل مدينة فاس.
مما حول العاصمة العلمية إلى خلفية يتحكم في ريعها بعض فاحشي الثراء الذين استحودوا على أراضي في انتظار دخولها للمدار الحضري، باعتبار إلمامهم التام بدواليب توجيه التعمير وفق نفعيتهم الذاتية.
في ظل هذه المعطيات، يرى العديد من الساكنة أن الوضع الراهن يتطلب من المسؤولين داخل الولاية بقيادة الجامعي مراجعة أولوياتهم، والعمل على وضع استراتيجيات فعالة لدعم التنمية وإنقاذ فاس من الركود، بدل الانشغال بتنظيم أنشطة توصف بأنها غير ضرورية.
ويُنتظر أن يثير هذا الملف جدلًا واسعًا في الأوساط المحلية والرأي العام خلال الأيام المقبلة.
اليوم الوالي الجامعي غير صالح للعاصمة العلمية، بحيث مدينة على الورق حولها الفقر والعبثية وضعف التسيير وانسحاب هيبة الدولة إلى بؤرة سوداء، وجعل منها جزيرة للعبث والاستهتار بالقوانين.
في زمن تشهد في المدن المغربية ثورة تنموية شاملة، موقعها الجغرافي بين القطب الاقتصادي والقطب السياحي، جعل الحلم مشروعا، لدى عدد من سكانها، في الانتقال بفاس من عاصمة علمية إلى مجرد قرية بمظاهرها القروية (تجول الدواب، الكلاب الضالة، ضعف الإنارة، غياب مرافق ترفيهية وثقافية…) إلى قطب تنموي هام ومنطقة صناعية غير ملوثة تشغل جيشا كبيرا من العاطلين وتوفر مداخيل مالية للتنمية المحلية، قبل أن يستحيل هذا الحلم إلى غبار تذروه رياح الجشع واستئساد لوبيات الفساد وتحالف بعض من أصحاب التدبير مع مافيات العقار التي استعمرت المدينة واحتلت جميع أطرافها…