الناظور: بوصلة العامل الشعراني لم تصل إلى فوضى احتلال الملك العمومي
هبة زووم – محمد أمين
عبث احتلال الملك العمومي بالهندسة المعمارية والجمالية لمدينة الناظور وحولها إلى سوق للخردة بوجود سياجات وأقفاص حديدية أمام كل منزل مستعملينها لوضع خردهم بل منهم من قام ببناء جدران اسمنتية فوق الملك العمومي مضيفا مئات الأمتار لملكيته.
كما أعطت الفرصة لبروز الفوضى والتسيب مما ساهم بشكل كبير في عزوف السكان عن احترام القانون في ظل وجود شخصيات نافذة من مدبري ومسؤولي المدينة لا يحترمون القانون.
إن القيام بجولة قصيرة في أحياء المدينة دون استثناء كفيل للوقوف على الوضعية الكارثية التي تحولت إليها تصاميمها المعمارية، فقط يختلف حجم المساحة المستغلة دون ترخيص حسب قوة نفوذ المحتل.
أصبح موضوع احتلال الملك العمومي محطة مزايدات سياسية وانتخابية وكل يريد استغلاله لصالحه في الفترات الإنتخابية، بينما بمجرد مرور الفترة الإنتخابية يتنحى كل طرف عن وعوده، مما دفع بعض المواطنين لفك ارتباطهم باحترام القانون، وإلتحاقهم مع باقي مستعمري الملك العام، بحجة أن الجميع سواسية أمام القانون.
وفي هذا السياق، اعترف مصدر مسؤول بالمدينة بصعوبة حل مشكل احتلال الملك العمومي، مؤكدا أنه تم اقتراح حلول كثيرة لاجتثاث هذه الظاهرة، لكن دون طائل، وقال: “لا بد أن نعترف أن ظاهرة احتلال الملك العام، التي تحولت مع مرور السنوات، إلى أمر واقع ولا يمكن القفز عنه، وأي حل لا يستحضر تطبيق القانون على المواطنين سواسية يكون محكوما عليه بالفشل الذريع”.
أصبح احتلال الملك العام بمدينة الناظور أمرا واقعا، ولا يمكن البحث عن أي مقترح بخصوص تنظيم هذا الوعاء العقاري العمومي في هذه المدينة دون استحضار المساطر القانونية التي يجب أن تطبق على الجميع دون استثناء، لأنه لا يمكن، بجرة قلم، أن تتحرر شوارع المدينة من صغار المحتلين في حين آخرون من ذوي النفود سال لعابهم على الملك العام وتلذذوا في احتلال من خلال بنيان اسمنتي قار وأي تعامل صارم مع هذه الظاهرة يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير محمودة العواقب.
إن كل السلطات الأمنية والمنتخبة والسلطة المحلية والمجتمع والمواطنين مجبرون على الإنخراط الفعلي في مسلسل إنقاذ هذه المدينة الحيوية وإعادة جماليتها…
وإذا كانت المسؤولية تتوزع حسب مواقع القرار، فهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن يتخلى الجميع عن دوره ويرمي الكرة للطرف الآخر، بحيث يجب أن يضع كل مواطن في ذهنه أن المدينة صورة عن أهلها و إذا كانت الصورة بهذا الشكل المأساوي فنحن في نظر الآخرين كذلك. فإلى متى ياترى ستظل مدينة الناظور عنوانا للاحتلال الفوضوي للملك العام ويبقى عاملها لا يرى لا يسمع ولا يتكلم؟