ميدلت: العامل النوحي وسياسة العبث المفضي إلى الموت السريري
هبة زووم – الحسن العلوي
تعيش عمالة ميدلت على وقع عبث غير مسبوق، خصوصا بعدما تخلف بعض العاملين بها وعلى رأسهم العامل النوحي عن الهدف الذي دعا إليه عاهل البلاد وهو خدمة والسهر على مصالح المواطن.
وحيث أنها تخلت عن قيامها (العمالة) بهذه المهمة، فإنها تبقى عديمة الجدوى، بل بلا مبرر لوجودها أصلا.
فأين العامل النوحي من تعليمات جلالة الملك التي تعتبر تدبير شؤون المواطنين، وخدمة مصالحهم، مسؤولية وطنية، وأمانة أخلاقية جسيمة، لا تقبل التهاون ولا التأخير في تنفيذها على أرض الواقع؟
ففي الوقت الذي خرجت قبيلة أيت العبدي بدوار أنرغو، منتصف شهر غشت، احتجاجا عن أزمة العطش التي بدأت تضرب المنطقة، اختار السيد العامل الرقص على جراحاتهم وتمويل مهرجان بمنطقة زايدة واختار له اسم السلام والتسامح؟؟؟
فهل يعقل أنه في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة على حافة العطش وتخرج الساكنة للاحتجاج على “قلة الماء” يختار العامل النوحي صرف الموارد المالية للإقليم على مهرجانات لن تفيد أي أحد ولا يستفيد منها سوى أصحاب الغنيمة، الذي نصبوا أنفسهم حراس للمعبد الأموني بإقليم ميدلت.
اليوم العامل النوحي يضرب تعليمات وزير الداخلية الداعية إلى ترشيد النفقات عرض الحائط، ويختار أن يصطف إلى جانب لوبيات المهرجانات، التي يقف وراءها دائما سياسيون يعرفون من أين تؤكل الكتف، والخاسر الكبير دائما ساكنة الإقليم، التي تترك لحالها تندب حضها، والجواب الجاهز دائما عدم وجود الموارد المالية لإنجاز مشاريع قد تنقذهم من المشاكل التي يعيشون على وقعها، أما فلوس “الشطيح والرديح” فهي موجودة في أي وقت من الأوقات؟؟؟
لا غرابة أن يثير تحليلي للمشهد بميدلت، الجدل ويجر ورائه سيلا من اللغط، عبر إثارة حفيظة أنصار كل طرف في لعبة الشطرنج، خصوصا إذا ما تابعنا معالجة التسابق المحموم السابق حول “الهمزة” أينما حلت وارتحلت بالإقليم للبحث عن النقب والتنقيب .
لكن وفق منطوق المثل المغربي الشهير “كون كان الغربال عندو العقل، كاعما يطيح الدقيق ويشد النخالة”، المهم بين هذا وذاك، أن مختلف هذه المناوشات أو الصراعات، الظاهرة والخفية منها على التنقيب على الهموز، لن تخدم بأي حال أو أحوال، احتياجات وتطلعات الساكنة؟؟؟