عمدة الدار البيضاء تواصل ضحكها على ذقون البيضاويين

هبة زووم – محمد خطاري
تابع البيضاويون الشوط الثاني من دورة أكتوبر لمجلس مدينتهم، المنعقدة صباح الثلاثاء 22 أكثوبر 2024، والتي عرفت عدة أحداث لا تمت للتدبير الجماعي بصلة.
المتابع للمشهد السوريالي الراهن يدرك نوع الحطام السياسي السائد على مسرح الأحداث، حيث فرق الأحزاب بمجلس المدينة التي لا تطيق أي شكل من أشكال الانتقاد والأعمال الجادة على ملامسة حاجيات المواطنين عن قرب كما هو معمول به في الدول الديمقراطية الحديثة.
فأحزاب الأغلبية والمعارضة اليوم لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالأسباب والبنية التي أنتجت الأحزاب والمنظمات السياسية في المجتمعات الحديثة.
هذه الممارسات، وهي غيض من فيض، ترمي بالممارسة السياسية في عالم من التفاهة والرداءة، لا يجد فيها المناضل والمثقف وصاحب مشروع أو فكرة مكانته، بل يجد نفسه في عالم غريب عنه، لا يترك أمامه سوى خيار الانسحاب وسياسة الكرسي الفارغ.
هذا ما يقع فيه الكثير من شرفاء مجلس الدارالبيضاء، وهو موقف خاطئ بكل المقاييس. فالكرسي الفارغ هو ما تبحث عنه الكائنات، وهو الواقع الذي تنتعش فيه، لأنها تعرف جيدا أن لا قدرة لها على المناظرة ومواجهة الصوت المناضل والإصلاحي.
هذه الكائنات تحاول في البداية نهج أسلوب التفاهة والانحطاط السياسي لدفع الصوت الإصلاحي نحو الانسحاب، لأنه صوت لا يسمح لنفسه بالنزول إلى مستوى التفاهة التي تعتمدها الكائنات الانتخابية.
هذا الانحطاط السلوكي قد يتجلى في الكلام الرديء، والخوض في أعراض الأشخاص، ونشر الاشاعات والأكاذيب، ليكون النقاش تافها وهو ميدان عمل تلك الكائنات.
أما إذا ارتفع مستوى النقاش فهو ميدان المثقف وصاحب الفكر الإصلاحي، لأنه مجال مناقشة البرامج ومقارعة الأفكار والإبداع في الاقتراحات والحلول.
لكن صمود أصحاب المشروع والفكر الإصلاحي، من شأنه أن يفضح تلك الكائنات، والتواجد المستميت في الساحة البيضاوية من شأنه أن يُقلص إلى أبعد مدى، فعل السفاهة وممارسة التفاهة في حقل يُحدد المعيش اليومي للمواطن البيضاوي، ويُحدد مستقبل العاصمة الاقتصادية بل قد يرهن مشروعه التنموي.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد