الهاشتاغ الذي أرعب نظام الكابرنات في مرادية الجزائر

الطيب الشكري

الطيب الشكري
يختلف تعامل الدول مع الحركات الإحتجاجية من دولة إلى أخرى، بين القمع الجسدي و الإعتقالات وتقليص هامش التعبير والحرية والتضييق عليهما وفرض رقابة صارمة على الصحافة.
لكن في جزائر اليوم تجتمع كل هذه الأساليب القمعية دفعة واحدة، وجد فيها المواطن الجزائري نفسه مكبَّل اليدين مسلوب التعبير والإحتجاج على الوضع الإجتماعي والإقتصادي المتردي الذي تعيشه غالبية الأسر الجزائرية والتي توضحه وبشكل جلي الصور المنتشرة على نطاق واسع على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي التي باتت المتنفس الوحيد للشباب الجزائري الرافض للسياسات التفقيرية التي تنهجها الحكومة الجزائرية، شباب واعي أصبح ومع طول الوقت يستشعر خطورة الوضع الذي يعيشه أمام انسداد الأفق الإجتماعي وغياب حلول واقعية للمشاكل التي يعيشها والتي دفعت العديد منهم إلى ركوب قوارب الموت في إتجاه أوروبا.
في خضم هذا القمع الممارس على المواطن الجزائري طفى على سطح هذا الواقع هاتشاغ “مانيش راضي” الذي أطلقه عدد من الشباب الجزائري على مواقع التواصل الإجتماعي بمختلف أصنافها في محاولة منهم لكسر جدار الصمت المطبق عليهم، صرخة خيم عليها شبح عودة الحراك السلمي الذي شهدته الجزائر خلال السنوات القليلة الماضية.
هاشتاغ انتشر انتشار النار في الهشيم وبات مخيفا للسلطات الجزائرية التي وبدلا من التعاطي الإيجابي معه والحذر من صرخة شبابها لجأت إلى لغة القمع والترهيب والتهديد، شنت معها حملة اعتقالات واسعة لكل شخص يتقاسم الهاشتاغ الذي يبدو أنه أرهب العسكر الحاكم في الجزائر.
وفي محاولة للتشويش على هذا الإحتجاج الراقي الذي أطلقه شباب يؤمنون بالحرية والتغيير ويرفضون كل أشكال القمع والإستبداد، دفعت الطغمة الحاكمة في قصر المرادية إلى تجييش شباب موالي لها ويسير على نهجها بهاشتاغ مضاد “أنا مع بلادي” في محاولة يائسة منها لكسر عزيمة الشباب الغاضب، والذي ظهر أنه يمثل غالبية الرأي العام الجزائري الذي تفاعل ايجابا مع دعوات الاحتجاج التي أطلقها الرافضون لسياسة التخويف والتجويع التي تمارسها السلطة الجزائرية في قصر المرادية، الذي استشعر ساكنُهُ الخطر المحدق به بعد عهدة أولى كان شعارها الأساسي “الخرطي” على حد تعبير عدد من أبناء الجزائر.
واستبق طوفان الإحتجاج بإطلاق عدد من السجناء من بينهم سجناء رأي في خطوة اعتبرها المتتبعون للشأن الجزائري محاولة لامتصاص الغضب الشعبي الذي بات مخيفا لها وقد ظهر هذا الأمر على ملامح الرئيس الجزائري وهو يلقي خطابه أمام أعضاء المجلس الشعبي الوطني وفي سابقة من نوعها تطرق الرئيس الجزائري إلى الهاشتاغ وهو ما فسره مراقبون بخوف نظام العسكر من اندلاع احتجاجات شعبية تعجل بسقوط نظام العسكر في الجزائر.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد