اتحاد الفقيه بنصالح ينجو من مصير السقوط بفوز قاتل على أمل سيدي رحال

هبة زووم – حسون عبدالعالي
شهد الملعب البلدي للفقيه بنصالح، السبت 17 ماي 2025، واحدة من أكثر المباريات إثارة وحسماً في بطولة القسم الثاني هواة شطر الشمال الغربي، حين تمكن اتحاد الفقيه بنصالح من قلب الموازين وفوز قاتل بنتيجة 2-1 على أمل سيدي رحال الشاطئ، في مباراة تحمل طابعًا استثنائيًا ومصيريًا لفريق المدينة.
بدأ اللقاء بعاصفة مبكرة من أمل سيدي رحال، الذي باغت مضيفه بهدف مبكر في الدقيقة الثالثة عن طريق اللاعب أشرف بلكبير، ما أربك حسابات اتحاد الفقيه بن صالح ورفع من وتيرة الضغط والهجوم لدى الزوار. غير أن هدوء لاعبي الاتحاد وسط الميدان والمنتصف كان له الدور في امتصاص الحماسة الهجومية للسيدالين، ما منح أصحاب الأرض فرصة تنظيم صفوفهم.
في الشوط الثاني، شهدت المباراة لحظات درامية مثيرة، حيث تصدى حارس أمل سيدي رحال لهدف محقق في الدقيقة 51، قبل أن يتغاضى الحكم عن ضربة جزاء واضحة في الدقيقة 58، ويقع في خطأ آخر حين احتسب ركلة جزاء لصالح الاتحاد في الدقيقة 60، التي ضيعها اللاعب الإيفواري جونيور. لكن الأخير سرعان ما عوض ضياعه بتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 67، مشعلًا فتيل الصراع المحتدم.
تزامن ذلك مع توتر في صفوف الفريقين، خصوصًا بعد تهديد الكوليادور مارسيال لمرمى الزوار، مما دفع المدرب واللاعب السابق لفريق الاتحاد فؤاد أعبيدة لإجراء عدة تغييرات تكتيكية من أجل كسر الطوق المضاد وتعزيز الدفاع والهجوم.
ومع اقتراب المباراة من نهايتها، وبالرغم من إضافة الحكم لعشر دقائق وقت بدل ضائع، جاء التحول الكبير بإدخال اللاعب الشاب زكرياء الرامي في الدقيقة 88، الذي سجل هدف الحسم بطريقة مذهلة، وسط فرحة عارمة من الجمهور وأجواء من الهستيريا والدموع وحتى الإغماءات في المدرجات وعلى أرضية الملعب. وفي المقابل، عمت حالة الانفعال الشديد بين لاعبي أمل سيدي رحال، الذين فشلوا في استغلال الفرص الأخيرة.
هذا الفوز الثمين أبقى اتحاد الفقيه بن صالح في مأمن نسبي من خطر الهبوط، لكنه يظل بحاجة ماسة لنتيجة إيجابية في مباراته القادمة ضد فريق بلدية تولال، الذي أشار رسميًا إلى نزوله لأقسام العصب منذ عدة جولات.
ولعل السؤال الكبير الذي يطرح نفسه اليوم هو: متى سيجد فريق اتحاد الفقيه بن صالح الدعم القار ماديا ومعنويا من جميع مكونات المدينة والإقليم، ومن سلطاته المحلية والجهوية، للوفاء بالوعود بمنحه حافلة خاصة تسهل تنقلاته وتعيده إلى مكانته الطبيعية في البطولة الاحترافية؟ فالفريق ليس مجرد نادي، بل هو رمز المدينة وعاصمة الإقليم، ومشتل حقيقي للمواهب الفذة التي صنعت أسماء لامعة في أكبر الأندية الوطنية والقارية.
يرافقه جمهور مخلص يحب الفريق حتى الثمالة، ويحمل له مدنفًا (حبًا شديدًا)، وهو جمهور يفخر بتاريخ فريق تأسس منذ أربعينيات القرن الماضي، وسجل اسمه بمداد من الفخر والأنفة في سجلات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
فريق قدم من أفراده شهداء وروادًا كبارًا، ما يستوجب الحفاظ عليه شامخًا كشعلة وهاجة في سماء الرياضة المغربية عامة وكرة القدم خاصة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد