الإدريسي من جنيف: لا تطبيع مع الصهيونية ولا شرعية لقانون يجرم الإضراب

هبة زووم – جنيف
في كلمة قوية وحماسية، حملت مواقف صريحة ونبرة نضالية واضحة، خاطب عبد الرزاق الإدريسي، الأمين العام للاتحاد الدولي النقابي للتعليم (FISE)، المشاركين في المؤتمر الذي نظمه اتحاد النقابات العالمي (FSM/WFTU)، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للعمل (CIT113) المنعقد بمدينة جنيف السويسرية، يوم الثلاثاء 10 يونيو 2025.
الإدريسي، الذي تسلّم مؤخرًا مهامه كأمين عام لإحدى أقدم المنظمات النقابية الدولية في قطاع التعليم، ذكّر بالبوصلة التاريخية للاتحاد الذي تأسس سنة 1946، سنةً بعد تأسيس اتحاد النقابات العالمي، مؤكّدًا أن FISE كان دائمًا في طليعة النضالات العمالية في العالم، وخاصة في مجال التعليم العمومي.
الكلمة التي قدّمها الإدريسي حملت إدانة صريحة لـ”الهجوم العدائي الذي تشنه الرأسمالية” على الطبقة العاملة وأدواتها التنظيمية والنضالية، مشددًا على أن “الحق في الإضراب والحريات النقابية يتعرضان لمحاولة تجريم واسعة”، في سياق عالمي يتسم بتراجع الديمقراطية الاجتماعية وتغوّل الليبرالية المتوحشة.
ودعا الإدريسي النقابات إلى مضاعفة الجهود “لتعزيز الحضور النقابي المناضل”، معربًا عن أسفه لكون نسبة الانخراط في العمل النقابي لا تزال “دون 10%”، ما يجعل من الوحدة النقابية واليقظة التنظيمية ضرورة استراتيجية لمواجهة مشاريع الخصخصة وتفكيك المدرسة العمومية.
وفي موقف ثابت مناصِر للقضية الفلسطينية، عبّر الإدريسي عن إدانته الشديدة للعدوان الصهيوني المستمر، واصفًا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بـ”الإبادة الجماعية المروّعة والمستمرة”، وداعيًا إلى “التصدي لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان العنصري الصهيوني”، الذي وصفه بـ”الدولة الإجرامية والاستعمارية”.
وتوقف الإدريسي عند حادث اختطاف نشطاء “أسطول الحرية”، يوم الإثنين 9 يونيو، من طرف قوات الاحتلال، معتبرًا ما وقع “جريمة حرب موصوفة”، حيث تم توقيف سفينة كانت في طريقها إلى غزة محمّلة بنشطاء سلام ومساعدات إنسانية.
وعلى المستوى الوطني، لم يُفوّت الإدريسي الفرصة دون توجيه انتقاد لاذع للسلطات المغربية، مشيرًا إلى أن المدير العام لمنظمة العمل الدولية رحّب في أبريل الماضي باعتماد قانون الإضراب المغربي، وهو القانون الذي قال عنه الإدريسي إنه “يُجرّم الحق في الإضراب”، مؤكّدًا استمرار النضال في إطار “الجبهة المغربية لمناهضة قانوني الإضراب والتقاعد (FMCLGR)”.
واختتم الإدريسي كلمته بالتأكيد على أن النضال النقابي الأممي لا يزال في بداياته أمام ما وصفه بـ”الهجمة الرجعية العالمية”، مشددًا على أن الاتحاد الدولي للتعليم سيظل صوتًا للمدرسين والمدرسات، وحائط صدّ في وجه خصخصة التعليم وتقويض كرامة نساء ورجال التربية والتكوين.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد